قراءة لمدة 1 دقيقة أختي لا تريد أن تخبر صديقاتها بكم اشترت ملابسها، وعندما سألتني صديقتها بكم اشترت ملابسها؟ حلفت بالله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحلف الذي يعتاده كثير من الناس ويجري على ألسنتهم من غير تعقيد لليمين ولا تأكيد لها كأن يقول الشخص مثلاً:
لا والله ـ نعم والله ـ فهذا أمر لا يعاقب الله صاحبه عليه، ولا يترتب عليه أحكام اليمين، لأنه من يمين اللغو، ولا تجب فيه كفارة، لقول الله تعالى:
لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ {المائدة:
89}.
ولما أخرجه أبو داود وغيره عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
هو - أي يمين اللغو - كلام الرجل في بيته لا والله وبلى والله.
وصححه الألباني مرفوعاً في إرواء الغليل.
وروى البيهقي في السنن الكبرى وعبد الرزاق في المصنف عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:
أيمان اللغو ما كان في المراء والمزاحة والهزل، والحديث الذي لا يعقد عليه القلب.
وقد بينا هذا الحكم من قبل فراجع فيه الفتوى رقم:
.
وإنما يؤاخذ من حلف على كذب متعمداً ويعتبر هذا الحلف يمين غموس، وسميت غموساً، لأنها تغمس صاحبها في الإثم ـ والعياذ بالله ـ وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم اليمين الغموس من الكبائر، حيث قال:
الكبائر:
الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس.
أخرجه البخاري .
واختلف هل تجب فيها كفارة مع التوبة أم لا؟
والأحوط هو الجمع بين التوبة والكفارة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم:
.
والله أعلم.