قراءة لمدة 1 دقيقة أخي أريد أن أسأل: هل يجوز للأهل معاملة ابنتهم بظلم، بحجة أنها كما يقولون: ذات جناح ضعيف، وليس هناك خ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بالعدل بين الأولاد ذكورهم وإناثهم، ونهى عن التفضيل بينهم، ولا ريب في كون الإهانة أو الإساءة للبنات ظلم محرم، ومنكر مخالف للشرع، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ التحذير من ظلم النساء، فقال -صلى الله عليه وسلم-:
اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ:
الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ .
رواه ابن ماجه.
قال النووي - رحمه الله-:
ومعنى «أُحَرِّجُ»:
أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا .
اهـ ويروى عن الحسن -رضي الله عنه- قال:
بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم، فمسح رأسه، وأقعده على فخذه اليمنى، قال:
فلبث قليلا فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
فهل على فخذك الأخرى.
فحملها على فخذه الأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-:
الآن عدلت .
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب:
النفقة على العيال، و المروزي في كتاب:
البر والصلة.
بل حثّ الشرع على الاعتناء بالبنات، والإحسان إليهن، ووعد على ذلك الأجر العظيم، فقد جاء في الأدب المفرد ل لبخاري :
عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
مَا مِن مُسلم تُدركه ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ صحبتَهُما إلا أدخلتاه الجنة.
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤويهنَّ ويَكْفِيهنَّ ويَرْحَمَهُنَّ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْقَوْمِ:
وثْنَتَيْن يَا رسول الله؟
قال:
وثنتين.
فالتقليل من شأن البنات، والتهوين من شأنهن من أمور الجاهلية، وهو مناف لأخلاق أهل الإسلام ولطبع ذوي المروءات والشهامة، ونسبة ذلك للدين كذب وظلم أكبر.
والله أعلم.