قراءة لمدة 1 دقيقة أرى كثيرًا من الناس يضع في منزله صورة فيها قوله تعالى: «ولسوف يعطيك ربك فترضى»، وهذا جيد, حيث يضعونه

أرى كثيرًا من الناس يضع في منزله صورة فيها قوله تعالى: «ولسوف يعطيك ربك فترضى»، وهذا جيد, حيث يضعونه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر المفسرون أن المقصود بقوله تعالى:
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى {الضحى:
5}، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الإعطاء يكون في الآخرة، فقد جاء عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ما يفيد ذلك، وأنه سبب نزول هذه الآية، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره:
وَقَوْلُهُ:
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ـ أَيْ:
فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ يُعْطِيهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ فِي أُمَّتِهِ، وَفِيمَا أعدَّه لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ نَهْرُ الْكَوْثَرِ الَّذِي حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ، وَطِينُهُ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ، كَمَا سَيَأْتِي، وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو عمر الْأَوْزَاعِيُّ:
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي المهاجر المخزومي، عن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مَا هُوَ مَفْتُوحٌ عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ كَنْزًا كَنْزًا، فَسُرَّ بِذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ـ فَأَعْطَاهُ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ أَلْفَ قَصْرٍ، فِي كُلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الْأَزْوَاجِ، وَالْخَدَمِ ـ رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِهِ، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ:
ومثلُ هَذَا مَا يُقَالُ إِلَّا عَنْ تَوْقِيفٍ.
انتهى.
فتبين أن هذه الآية لا تنطبق على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الإعطاء المرضي يكون في الآخرة، وراجع الفتوى رقم:
.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم:
، في تعليق آيات من القرآن على الجدران.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا