قراءة لمدة 1 دقيقة أريد أن أسأل عن شبهة لدي فيما يخص السنة في الأكل «حسب ابن آدم ....» هل عدم قدرة الشخص على الاقتداء ب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المشار إليه حديث صحيح رواه الترمذي وغيره مرفوعاً بلفظ:
ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه.
صححه الألباني .
ومعناه كما قال العلماء:
التحذير من الإفراط في تناول الطعام والشراب، والسنة أن يأكل المسلم ويشرب من غير إسراف ولا تقتير، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة.
وقال ابن عباس :
كُل ما شئت والبس واشرب ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة.
رواه البخاري .
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في الأكل أن يأكل ما تيسر إذا اشتهاه، ولا يرد موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً، وللمزيد عن هذا الموضوع انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:
، ، .
ثم إن أفعال نبينا صلى الله عليه وسلم ليست كلها قرباً وتشريعاً، بل منها ما هو عادي، وخاصة ما يتعلق بالأكل والشرب، ولهذا قال صاحب المراقي في أصول الفقه:
وفعله المركوز في الجبلة * كالأكل والشرب فليس مله أي:
ليس شريعة يعمل بها أو سنة نتأسى به فيها .
والذي يضبط ذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم:
كلوا واشربوا..
.
الحديث.
وقوله تعالى:
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {الأعراف:
31}.
هذا، ومما يجب التنبه له أن الإثم هنا إنما يتعلق بما كان سبباً مباشرا للضرر المحقق أو الغالب على الظن، أما ما دون ذلك فلا يتجاوز الكراهة بحال.
والله أعلم.