قراءة لمدة 1 دقيقة أريد أن أعرف كيف كان شارب النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يقصه، أم يحلقه بالموسى؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد وغيره، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ شَارِبَهُ، وَكَانَ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ شَارِبَهُ.
وتكلم بعض أهل العلم في سنده.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى.
رواه أحمد وغيره، وصححه الأرناؤوط .
ومثله في الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى.
وفسر كثير من أهل العلم أحفوا الشوارب بأخذ ما طال على الشفة.
وروى أبو داود وغيره عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ :
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا طَوِيلَ الشَّارِبِ قَالَ:
فَدَعَا بِسِوَاكٍ وَشَفْرَةٍ، وَوَضَعَ السِّوَاكَ تَحْتَ شَارِبِ الرَّجُلِ فَقَطَعَهُ.
وَفِي لفظ:
فدعا بسواك وشفرة، فوضع السواك تحت الشارب، فقص عليه .
صححه الألباني في صحيح أبي داود .
قال الحافظ في الفتح:
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ:
رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّونَ شَوَارِبَهُمْ .
ولذلك فالأقرب - والله أعلم- وهو الظاهر من هذه الأحاديث أن يكون النبي –صلى الله عليه وسلم- يقص شاربه حتى يبدو طرف الشفة، كما فعل بالمغيرة، وكما كان كثير من الصحابة يفعل.
وقد بينا مذاهب أهل العلم وأقوالهم في قص الشارب وحلقه.
في الفتوى رقم:
.
والله أعلم.