قراءة لمدة 1 دقيقة أريد إطعام القطط, ولا يمكنني ذلك لأني قد قطعت عهدًا أن لا أطعم أي قط بعد قططي التي ماتت منذ وقت طويل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان العهد المذكور مجرد عهد منك مع نفسك - كما يبدو من السؤال - ولم تذكري فيه اسم الله تعالى, فإنه لا يعتبر يمينًا, ولا شيء عليك فيه؛
وانظري الفتوى رقم:
.
وبناء على ذلك:
فلا حرج عليك, ولا كفارة, ولا إثم في إطعام القطط إن شئت, ولا في عدم إطعامها.
ولن يعاقبك الله تعالى على عدم إطعامها؛
لأن ذلك لا يجب عليك ما دمت لم تحبسيها, أو تتسببي في منعها عن البحث عن الطعام في مكان آخر، وإن كان الأفضل لك أن تطعميها إذا استطعت للحديث المرفوع:
في كل كبد رطبة أجر.
رواه البخاري .
وأما إن كان العهد مع الله تعالى:
كأن قلت:
علي عهد الله أن لا أعطي ..
أو أعاهد الله على أن لا أعطي ..
فهو يمين عند أكثر أهل العلم, قال ابن رشد في البيان والتحصيل:
قول الرجل:
أعاهد الله ألا أفعل كذا يمين, كفارتها كفارة اليمين، له أن يحنث ويكفر إن شاء.
وقد بينا اختلاف أهل العلم في عهد الله هل هو يمين تنحل بالكفارة، أو هو نذر يجب الوفاء به، أو لا يلزم به شيء أصلًا؟
وانظري الفتوى رقم:
.
وعلى كل:
فلك أن تطعمي القطط, وتكفري عن يمينك إذا اعتبرناها يمينًا؛
إذ الحنث في اليمين ليس حرامًا, بل إذا ترتبت عليه مصلحة كان مطلوبًا, وقد يتعين في بعض الحالات وتراجع الفتوى رقم:
.
والله أعلم.