قراءة لمدة 1 دقيقة أسأل الله لكم المثوبة على الجهود. سؤالي هو: كيف نميز بين ما يجده المرء في نفسه من وساوس الرياء والعج

أسأل الله لكم المثوبة على الجهود. سؤالي هو: كيف نميز بين ما يجده المرء في نفسه من وساوس الرياء والعج

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فقد عرف العلماء الرياء بقولهم:
«هو أن يَفعل العبد الطاعة، ويترك المعصية مع ملاحظة غير الله، أو يُخبِر بها، أو يُحبَّ أن يُطَّلع عليها لمقصدٍ دنيوي مِن مال أو نحوه» وقال بعضهم:
«الرِّيَاءُ طَلَبُ الْمَنْزِلَةِ فِي الْقُلُوبِ بِإِظْهَارِ الْعِبَادَاتِ» أو هو:
«إرَادَةُ النَّفْعِ الدُّنْيَوِيِّ بِعَمَلِ الْآخِرَةِ أَوْ دَلِيلِهِ، وَمنه إعْلَامُهُ بِذَلِكَ, وَيُسَمَّى هَذَا بِالسُّمْعَةِ» وقال بعضهم:
«هو أن يبتغي العبد الدنيا بعمل الآخرة, أو يقصد بعبادته غير الله».
ويمكن التمييز بين الرياء وبين مجرد الوساوس التي تخطر على قلبه ولا تؤثر على عبادته بأنه إذا كره تلك الوساوس, واجتهد في دفعها ولم تطمئن نفسه بها, فإن هذه الوساوس لا تُدخل العملَ في دائرة الرياء, وأما إذا استرسل معها حتى اطمأنت نفسه بها, ولم يكرهها, ولم يجتهد في دفعها فإنها تُدخِلُهُ في دائرة الرياء.
وخطرات الرياء التي يلقيها الشيطان في قلب العبد على ثلاثة أحوال بينها سلطان العلماء العز بن عبد السلام، وبين العلاج منها بقوله:
فصل فِي مَرَاتِب نفي الرِّيَاء للشَّيْطَان فِي الرِّيَاء ثَلَاثَة أَحْوَال:
إحداهم:
أَن يخْطر الرِّيَاء بقلب العَبْد.
الثَّانِيَة:
أَن يزينه ويحببه إِلَى العَبْد.
الثَّالِثَة:
أَن يَدعُوهُ إِلَيْهِ, ويحثه عَلَيْهِ بعد أَن حببه إِلَيْهِ.
فأسعد النَّاس من يدْفع الخطرة ويصرفها عَن قلبه, ويليه الَّذِي يَدْفَعهُ بعد تحسينه وتزيينه, ويليه الَّذِي لَا يتعاطاه بعد حث الشَّيْطَان عَلَيْهِ ودعائه إِلَيْهِ, وَهَذَا جَارٍ فِي جَمِيع الْمعاصِي, ويندفع دُعَاء الشَّيْطَان إِلَى الرِّيَاء وَإِلَى جَمِيع أَنْوَاع الْعِصْيَان بشيئين:
أَحدهمَا:
كَرَاهِيَة الْمعْصِيَة والرياء.
وَالثَّانِي:
الِامْتِنَاع مِمَّا كرهه.
وَإِنَّمَا تحصل الْكَرَاهَة بتذكر مَا فِي تِلْكَ الْمعْصِيَة أَو الرِّيَاء من سخط الله تَعَالَى وغضبه وعقابه, وَبِمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ مِمَّا ذَكرْنَاهُ من مضار الدَّاريْنِ .
اهــ وانظر الفتوى رقم:
عن كيف يفعل المبتلى بالوسوسة في باب الرياء , والفتوى رقم:
عن سبيل التخلص من آفة الرياء, و الفتوى رقم:
عن مآل العمل الصالح إذا ورد عليه الرياء والسمعة, والفتوى رقم:
عن التقرب إلى الله بالعبادة مع ملاحظة حظ النفس فيها هل يعد رياء؟
والله تعالى أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا