قراءة لمدة 1 دقيقة أشكركم على جهدوكم المبذولة. قرأت في كتب تاريخية بطلان قصة سيدنا عمر وابن سيدنا عمرو بن العاص -رضي ال

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالفتوى التي أشرت إليها ذكرنا فيها القصة ومصدرها، ولم نتطرق للحكم عن سندها، والقصة رواها ابن عبد الحكم أبو القاسم المصري (المتوفى:
257هـ) في كتابه فتوح مصر والمغرب فقال:
حدّثنا عن أبي عبدة، عن ثابت البناني، وحميد، عن أنس، إلى عمر بن الخطّاب، فقال:
يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال:
عذت معاذًا، قال:
سابقت ابن عمرو بن العاص، فسبقته، فجعل يضربني بالسّوط، ويقول:
أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه، ويقدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر:
أين المصريّ؟
خذ السوط، فاضرب، فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر:
اضرب ابن الأكرمين، قال أنس:
فضرب، فوالله، لقد ضربه ونحن نحبّ ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنّينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصريّ:
ضع على ضلعة عمرو، فقال:
يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني، وقد اشتفيت منه، فقال عمر لعمرو:
مذ كم تعبّدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا؟
قال:
يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني .
اهــ.
وفي إسناده سقط، كما يدل عليه قوله:
«حُدِّثنا»، ثم إن أبا عبدة -واسمه يوسف بن عبدة بن ثابت- وثقه بعضهم، وضعفه آخرون، قال الحافظ في تهذيب التهذيب:
وقال الأثرم:
قلت لأبي عبد الله:
يوسف بن عبدة أبو عبدة، كيف هو؟
قال:
له أحاديث مناكير عن حميد، وثابت، وكأنه ضعفه، وقال أبو حاتم:
شيخ ليس بالقوي، ضعيف، وقال العقيلي:
له مناكير ..
اهــ.
وهو يروي هذه القصة عن ثابت، وحميد .
والله تعالى أعلم.