قراءة لمدة 1 دقيقة أعزكم الله أفيدوني: توفي والدي وأنا غائبة عنه في سفر، وكان ـ والحمد لله ـ لا يترك الصلاة إلا قبل وفا

أعزكم الله أفيدوني: توفي والدي وأنا غائبة عنه في سفر، وكان ـ والحمد لله ـ لا يترك الصلاة إلا قبل وفا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، وقد أحسنت فيما تقومين به من الدعاء لوالدك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة:
إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
رواه مسلم .
وبخصوص الصلاة:
فإنها لا تسقط عن المكلف مهما بلغ من المرض ما دام عنده عقل وإدراك، ولكنه يصليها حسب استطاعته قائما، أو قاعدا، أو على جنب، أو مستلقيا يومئ بأفعالها حسب قدرته، فإن لم يستطع شيئا من ذلك كفاه إجراء أفعال الصلاة على قلبه، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظري الفتوى رقم:
.
وما دام والدك من المصلين ولم يترك الصلاة، فإننا نرجو له الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، فقد قال الله تعالى:
إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ـ إلى قوله تعالى:
أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ {المعارج:
22ـ 35}.
وأما ما ترك من الصلاة قبل وفاته؛
فإن كان لفقد عقل، فإن القلم مرفوع عنه ولا إثم عليه، وإن كان ذلك في حال وجود عقله فإن الصلاة لا تسقط عنه ـ كما أشرنا ـ لأن العقل هو مناط التكليف، ولذلك فإنه ينبغي كثرة الدعاء والاستغفار له والتصدق عنه، وعمل ما استطعت من أعمال الخير، وينبغي أن لا يظن به إلا خيرا.
وكذا الحال فما ذكرته من أنك لا تدري أقال الشهادة أم لا؟
فإن عدم معرفة ذلك لا تدعو للقلق، فقد قال العلماء إن من لم يتشهد، أو ينطق بكلمة التوحيد عند موته لا نظن به سوءا، لأن سعة رحمة الله أن لا نفرق بين الإسلام النطقي والحكمى المستصحب، فلا نظن بالمسلم السوء.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا