قراءة لمدة 1 دقيقة أعمل بمهنة التدريس بإحدى الجامعات، وفي يوم قام زميل لي بإهانتي إهانة كبيرة أمام جميع الطلاب والباحثي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بالصبر على الإساءة، والعفو والصفح عمن أساء إليك، وتناسي تلك الواقعة، والإعراض عنها، وقد نقلنا في الفتوى:
.
كلاما في غاية النفاسة في بيان ما يعين على الصبر على إساءة الناس، فراجعه.
وأما سؤالك الآخر:
فإن التعامل الأمثل مع مثل ذلك المسؤول ليس بإظهار العداء والبغض له، بل بمداراته، وإبداء الخير له، والإحسان إليه، فالإحسان يصير العدو وليا، كما قال سبحانه:
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:
34}.
وفي حديث عائشة :
أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال:
بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة.
فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة:
يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه، وانبسطت إليه؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عائشة، متى عهدتني فحاشا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره .
متفق عليه، واللفظ ل لبخاري .
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم ينبسط إلى هذا الرجل اتقاء لشره، وقد ترجم البخاري على إحدى روايات هذا الحديث:
باب المداراة مع الناس، ويذكر عن أبي الدرداء:
«إنا لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم» .
اهـ.
وكذلك مما يكفيك شر ذلك المدير:
الاستجابة لتعليماته فيما ليس بمعصية، ولا إساءة، ولا مخالفة لنظام العمل، مع الضراعة إلى الله بأن يعطيك خيره، وأن يكفيك شره.
وراجع للفائدة الفتويين:
، .
ففيهما ذكر للأدعية التي تشرع لاتقاء شرور الأعداء.
والله أعلم.