قراءة لمدة 1 دقيقة أعمل في شركة مقاولات, ويأتيني البريد وأوقع على وصولات بملايين الدينارات، وعندما تأتي الوصولات بمائة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك التوقيع على ما ذكرت, ولو اقتضى ذلك فصلك من العمل؛
لأنه من التعاون على الإثم والعدوان, وأكل الأموال بالباطل, وخيانة الأمانة التي اؤتمنت عليها، وقد قال تعالى:
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:
2}.
وقال:
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:
188}.
وقال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:
27}.
فاتق الله تعالى, وكفّ عن ما ذكرت، واعلم أن تقوى الله خير زاد، وقد ضمن الله الرزق لمن يتقيه، قال الله تعالى:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق:
2ـ3}.
وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن روح القدس نفث في روعي إن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها, وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب .
وهو في الحلية لأبي نعيم عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه من طريق ابن مسعود .
والله أعلم.