قراءة لمدة 1 دقيقة أفتني يا شيخ: حصلت بيني وبين زوجتي مشكلة في رمضان وقت الفطور، وقت أذان المغرب، وكثر الكلام في الأخذ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا أنّك ما دمت تلفظت بطلاق امرأتك، مدركاً، غير مغلوب على عقلك، فقد وقع طلاقك ولو كان وقت الغضب الشديد.
قال الرحيباني -رحمه الله-:
وَيَقَعُ الطَّلَاقُ مِمَّنْ غَضِبَ وَلَمْ يَزُلْ عَقْلُهُ بِالْكُلِّيَّةِ؛
لِأَنَّهُ مُكَلَّفٌ فِي حَالِ غَضَبِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُ مِنْ كُفْرٍ، وَقَتْلِ نَفْسٍ، وَأَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَطَلَاقٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وإذا لم تكن تلك الطلقة مكملة للثلاث، فلك مراجعة زوجتك قبل انقضاء عدتها، وقد بينا ما تحصل به الرجعة شرعا، في الفتوى رقم:
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم وقوع طلاق الغضبان إذا اشتد غضبه، ولو لم يزل عقله بالكلية، وراجع الفتوى رقم:
ولا حرج عليك في العمل بقول من يرى عدم وقوع الطلاق حال الغضب الشديد، وراجع الفتوى رقم:
واعلم أنّ الغضب مفتاح الشر، فينبغي الحذر منه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
أَوْصِنِي، قَالَ:
« لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ لَا تَغْضَبْ» رواه البخاري.
قال ابن رجب :
فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرّز منه جماع الخير.
جامع العلوم والحكم.
والله أعلم.