قراءة لمدة 1 دقيقة أنا شاب أصلي، وأحرص على الصلاة في الجامع، وأقرأ القرآن. لكن أفعل الكثير من الذنوب، والمعاصي، ودائما

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فاعلم أولا أن النفاق نوعان:
أحدهما نفاق عقدي، وهو كفر أكبر؛
والثاني عملي، وصاحبه من جملة المسلمين، كما بيناه في الفتوى رقم:
عن أنواع النفاق، وعلاماته، وكيفية التخلص منه.
والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات من شعب الإيمان، ولكن لا يلزم من وقوع المسلم في المعصية، أن يكون بذلك منافقا نفاقا أكبر، وإنما يكون فيه من شعب النفاق، بقدر ما فيه من تلك المعاصي.
وقد جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا:
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ.
متفق عليه، وفي رواية:
« إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ » فالواجب عليك أخي السائل، الاجتهاد في البعد عن المعاصي، وإذا وقعت في شيء منها، فقد وقعت في شعبة من شعب الكفر، وأنت من المسلمين، ويجب عليك حينئذ المبادرة إلى التوبة من المعصية، وقد قَالَ العلماءُ:
إن التَّوْبَةَ وَاجبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْب.
وانظر الفتوى رقم:
عن المسلم الذي يقترف المعاصي هل يصير منافقا، والفتوى رقم:
عن الخوف من النفاق، والسعي في التوبة من المعاصي، والفتوى رقم:
عن كيفية التخلص من صفات المنافقين، والفتوى رقم:
عن كيفية تحقيق الخشوع في الصلاة.
والله أعلم.