قراءة لمدة 1 دقيقة أنا شاب أعمل في مجال الفوتوشوب. وقد أعطاني أخي وثيقة رسمية لوالد صديقه، ويريد مني أن أقوم بالتعديل ع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك تعديل بيانات الوثيقة، فهذا من التزوير، والكذب، والغش، والخداع.
وهي من الأمور المحرمة شرعا.
قال الله تعالى:
وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:
30}.
وفي الحديث:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
قلنا:
بلى، يا رسول الله، قال:
الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال:
ألا وقول الزور، وشهادة الزور .
أخرجه البخاري و مسلم .
وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
من غش فليس منا .
أخرجه مسلم .
وفي صحيح ابن حبان :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار .
والمال المكتسب من التزوير محرم، فـفي الحديث:
إن الله إذا حرم شيئا، حرم ثمنه .
أخرجه أحمد في مسنده، و ابن حبان في صحيحه.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
فالحاصل من هذه الأحاديث كلها أن ما حرم الله الانتفاع به، فإنه يحرم بيعه، وأكل ثمنه.
كما جاء مصرحا به في الراوية المتقدمة:
«إن الله إذا حرم شيئا، حرم ثمنه»، وهذه كلمة عامة جامعة، تطرد في كل ما كان المقصود من الانتفاع به حراما .
اهـ.
وقال ابن عثيمين في اللقاء الشهري:
كل منفعة محرمة، فإن عوضها محرم بهذه القاعدة التي أسسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إن الله إذا حرم شيئا، حرم ثمنه) .
اهـ.
فنوصيك بتقوى الله، وألا تتكسّب عن طريق التزوير، فالمعاصي ليست سبيلا لتحصيل الخير.
قال ابن القيم في روضة المحبين:
فإن من طلب لذة العيش وطيبه بما حرمه الله عليه، عاقبه بنقيض قصده، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سببا إلى خير قط .
اهـ.
والله أعلم.