قراءة لمدة 1 دقيقة أنا طالب أدرس في دولة أجنبية وأريد التقدم للخطبة من ابنة بنت عمتي مع العلم أن الوالدة لا تريدني أن أ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب ومن أهم أسباب سخط الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟
قَالَ:
أُمُّكَ قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ:
ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ:
ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ:
ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ:
ثُمَّ أَبُوكَ .
رواه البخاري و مسلم .
أما عن سؤالك، فالذي نوصيك به أن تستخير الله في زواجك من تلك الفتاة، ثم تجتهد في إقناع أمك بزواجك منها وتستعين على ذلك بمن له تأثير عليها، وتستعمل كل وسيلة مشروعة في ذلك مع استعانتك بالله والإلحاح في الدعاء وعدم تعجل النتيجة، فإن رضيت بزواجك منها فبها ونعمت، وإن أصرت على رفضها، فنوصيك بطاعتها في ترك الزواج ممن لا ترضاه ما لم يترتب على ذلك ضررعليك.
وننبه السائل إلى أن الإسلام لا يقر علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وإنما المشروع إذا أراد الزواج من امرأة أن يخطبها من وليها، وتظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها.
واعلم أن ما فيه الخير لك يعلمه الله وحده، قال تعالى:
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:
216} واعلم أن في الصبر ومخالفة الهوى، الخير الكثير والأجر الكبير، قال تعالى:
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
{هود:
115} والله أعلم.