قراءة لمدة 1 دقيقة أيهما الأصح عند الرفع من الركوع في الصلاة: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ـ ربنا لك الحمد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد التحميد في الصلاة بصيغ مختلفة كلها جائز، واختلف العلماء في الأفضل منها، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أربع صيغ، الأولى:
ربنا لك الحمد - بدون واو - والثانية:
ربنا ولك الحمد - بإثباتها - والثالثة:
اللهم ربنا لك الحمد - بدون واو - والرابعة:
بإثباتها.
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في فتح الباري مبينا جواز هذه الصيغ كلها وخلاف العلماء في أيها أفضل:
وفي حديث أبي هريرة المخَّرج في هذا الباب:
اللهم ربنا لك الحمد ـ بغير واو، وفي حديث أبي هريرة المخرج في الباب قبله:
اللهم ربنا ولك الحمد - بالواو، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة - سبق تخريجها:
ربنا لك الحمد ـ بغير واو، وفي روايات أخر:
ربنا ولك الحمد - بالواو، وكله جائز.
وأفضله عند مالك وأحمد:
ربنا ولك الحمد ـ بالواو، قال أصحابنا:
فإن قال:
ربنا ولك الحمد ـ فالأفضل إثبات الواو، وإن زاد في أولها:
اللهم ـ فالأفضل إسقاطها، ونص عليه أحمد في رواية حرب، لأن أكثر أحاديثها كذلك ويجوز إثباتها، لأنه ورد في حديث أبي هريرة، كما خرَّجه البخاري.
وذهب الثوري والكوفيون إلى أن الافضل:
ربنا لك الحمد ـ بغير واو .
انتهى.
وأما الدعاء المذكور:
فقد رواه أحمد في مسنده بدون إثبات الواو، وإسناده صحيح لا شك في صحته، فإنه قال في مسنده:
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ:
مَالِكٌ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ..
.
وساق الحديث ـ ورواه البخاري في صحيحه بإثباتها، وهو في الروايات كلها بتقديم قوله:
كثيرا، على طيبا، ولفظ الحديث كما في صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي قال:
كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال:
سمع الله لمن حمده ـ قال رجل وراءه:
ربنا و لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ـ فلما انصرف قال من المتكلم؟
قال:
أنا، قال:
رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول.
ولو قدم المصلي إحدى اللفظتين على الأخرى فصلاته صحيحة ولا شيء عليه.
والله أعلم.