قراءة لمدة 1 دقيقة إذاكان عندي موعد أسنان في نهار رمضان ولا يمكن تأجيل هذا الموعد ، علما بأن هذا الموعد قد يتطلب أخذ إب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لمن قدر على تأجيل علاج أسنانه إلى الليل، ولم يضره ذلك أن يؤجله، لما قد يترتب على علاجه نهاراً - في رمضان - من مضاعفات قد تضطره إلى الفطر، وأما إذا لم يستطع أن يؤجله لسبب حاجته إلى العلاج فلا حرج عليه، قال تعالى:
( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) [المائدة:
6] ولا يفسد صومه بأخذ حقنة البنج لأنها ليست طعاماً ولا شراباً، ولا في معناهما ، ولا تصل إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف .
وأما دخول بعض رذاذ الكلس إلى الحلق :
فإن كان يغلب على ظنه احتمال وصول شيء إلى حلقه لا يتمكن من إخراجه فليس له أن يقدم على هذه المعالجة إلا عند كونه مريضا مرضا يبيح له الفطر ، فإن ابتلع شيئا مما ذكر فقد أفطر ، وعليه القضاء ؛
تنزيلا لغلبة الظن منزلة الأمر المحقق .
وإن كان ابتلاع هذا الجير ونحوه مما يندر ، فاجتهد ألا يصل إلى حلقه ومع احتياطه واجتهاده هذا، وصل إلى حلقه شيء دون إرادته ودون قصد منه فلا يضره ذلك، لقوله تعالى:
( فاتقوا الله ما استطعتم ) [التغابن:
16] ولقوله صلى الله عليه وسلم:
«وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً.
» رواه أصحاب السنن .
فمن لم يبالغ في الاستنشاق أثناء الوضوء - وهو صائم - ومع ذلك وصل إلى حلقه شيء من الماء فلا حرج عليه.
والله أعلم.