قراءة لمدة 1 دقيقة إذا تحدث لي شخص عن آخر مريض، فقلت: «الله لا يبتلينا، أو الله يشفيه»، أو تحدث عن شخص عاق، أو نحو ذلك،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقيقة الغيبة هي ذِكر الشخص بما يكره أن يُذكر به، وذلك لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟
» قَالُوا:
اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:
«ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ:
أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟
قَالَ:
«إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» .
ويُشرع لمن رأى مبتلىً أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به ذلك المبتلى، وبذلك يؤمنه الله من البلاء؛
لما رواه الترمذي، وحسنه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ:
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاَءُ .
وفي رواية عند الترمذي أيضًا:
إِلاَّ عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلاَءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ .
فإذا تقرر هذا، فاعلمي أنه لا غيبة -إن شاء الله- في دعاء الله تعالى بهذا الدعاء عند رؤية المبتلى، ولو بحضرة آخرين، طالما لم يكن المقصد منه، والحامل عليه انتقاص المبتلى، أو السخرية منه في غيابه، وللفائدة انظري الفتوى رقم:
.
والله أعلم.