قراءة لمدة 1 دقيقة إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خ

إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعبد يطلق ويراد به المخلوق، وهذه العبودية العامة، وقد يراد به العابد، وهذه العبودية الخاصة.
قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى»:
فإن العبد تارة يعني به المعبَّد فيعم الخلق كما في قوله:
{إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي ‌الرحمن ‌عبدا}.
وتارة يعني به العابد فيخص؛
ثم يختلفون فمن كان أعبد علما وحالا كانت عبوديته أكمل .
اهـ.
وقال ابن القيم في مدارج السالكين:
العبودية نوعان:
عامة، وخاصة.
‌فالعبودية العامة ‌عبودية أهل السماوات والأرض كلهم لله، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، فهذه ‌عبودية القهر والملك، قال تعالى:
إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا [مريم:
93]، فهذا يدخل فيه مؤمنهم وكافرهم..
.
وأما النوع الثاني:
فعبودية الطاعة والمحبة، واتباع الأوامر، قال تعالى:
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون [الزخرف:
68] ..
.
فالخلق كلهم عبيد ربوبيته، وأهل طاعته وولايته، هم عبيد إلهيته .
اهـ.
و(العبد) في سياق هذا الحديث تحتمل المعنيين، وفي كلام بعض الشُرَّاح ما يفهم منه إرادة العبودية الخاصة، جاء في شرح الزرقاني على الموطأ:
عبر بالعبد إشارة إلى كونه عبادة .
اهـ.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا