قراءة لمدة 1 دقيقة إذا كان نزول القرآن غير مرتب: (آية من سورة وآيتان من سورة ثانية، وآية من سورة ثالثة ... الخ) فكيف كا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينزل عليه القرآن فيذكر للصحابة مواضع الآيات التي تنزل عليه؛
فكان الصحابة -رضي الله عنهم- يتلونه هكذا، ورواه التابعون عنهم هكذا، وتناقلته الأمة بعد ذلك هكذا.
ف في المستدرك على الصحيحين للحاكم :
عن ابن عباس ، قال:
قال عثمان:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، قال:
وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول:
«ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا» ..
.
قال الحاكم :
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وصححه الذهبي .
وعن أوس بن أبي أوس عن حذيفة الثقفي قال:
كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسلموا من ثقيف ..
.
الحديث.
وفيه:
فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال علينا ذلك بعد العشاء، قال:
قلنا:
ما أمكثك عنا يا رسول الله؟
قال:
«طرأ عليّ حزبي من القرآن، فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه».
قال أوس:
فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف تحزبون القرآن؟
قالوا:
نحزبه:
ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من ق حتى تختم .
رواه أحمد و الطيالسي و ابن أبي شيبة ابن أبي عاصم و أبو داود في سننه، و ابن ماجه و البيهقي في شعب الإيمان.
وقال ابن الأنباري :
أنزل الله القرآن كله إلى السماء الدنيا، ثم فرقه في بضع وعشرين سنة، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- على موضع الآية والسورة ..
.
.
اهـ.
وقد ذكر ابن حجر في الفتح:
أن جبريل كان يتعاهده كل سنة فيعارضه بما نزل عليه من الوحي من رمضان إلى رمضان.
وذكر:
أن زيد بن ثابت حضر العرضة الأخيرة، وقد قام زيد بن ثابت بتكليف من أبي بكر الصديق بجمع القرآن في المصحف فجمعه -رضي الله عنه- على الترتيب الذي قرأه النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل ..
.
والله أعلم.