قراءة لمدة 1 دقيقة ابني عمره سنة ونصف، أدخل المصحف الحمام ورماه في المرحاض. فهل علينا إثم؟ وهل يصيب ابني شيء؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب صيانة كتاب الله -سبحانه وتعالى- عن أن يوضع في متناول الصغار، ومن لا يعظمه ويعرف حقه، وهذا من كمال الإيمان، كما قال الله -تعالى-:
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [سورة الحج:
32].
وإن كان امتهان ولدك لكتاب الله -سبحانه وتعالى- ناشئًا عن تفريط والديه أو أحدهما -فالواجب على المفرِّط التوبةُ إلى الله -تعالى-، والندم الشديد، والعزم الأكيد على الاحتياط، وإكرام الكتاب الكريم، وإن لم يكن منه تفريط، فلا إثم عليه.
وأمَّا الصبي -فلا إثم عليه، ولن يصيبه شيء عقابًا على هذا الفعل، لأنه غير مُكلَّف، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
رُفِعَ القلم عن ثلاثةٍ:
عن النَّائم حتى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتى يَحتَلِمَ، وعن المجنونِ حتى يَعقِلَ .
رواه أصحاب السنن، وحسنه الترمذي ، وصححه ابن خزيمة .
والواجب عليكم إنقاذ هذه النسخة من المصحف، وتطهيرها، وتطييبها إن كان أصابها شيء، ودفنها (إن لم يمكن الانتفاع بها لاحقًا).
والله أعلم.