قراءة لمدة 1 دقيقة اضطرتني الظروف أن أذهب لزيارة خطيبة أخي لأتعرف عليها هي ووالدتها فجلسنا جميعا أنا ووالدتي وأخي ووالد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمتوقع في مثل هذه المجالس التي يجتمع فيها الرجال والنساء ثلاثة أمور:
الأول:
الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين، كأن يخلو الرجل ببنت عمه أو عمته وبنت خاله أوخالته، وهذا محرم اتفاقاً، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم:
لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
فقام رجل، فقال:
يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة واكتتبت في غزوة كذا وكذا قال:
انطلق فحج مع امرأتك.
متفق عليه، فإذا كان الجلوس بلا خلوة، ومنضبطاً بالضوابط الشرعية التي أشرنا إليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
، فلا مانع منه والأفضل اجتنابه بتاتاً.
الثاني:
الحديث بينهم، وهذا يجب أن يكون مع الحشمة والأدب، وعدم الخضوع بالقول، قال الله تعالى:
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:
32}.
قال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله:
أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلاً، وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين المطمع للسامع .
انتهى من كتاب أحكام القرآن.
وقال العلامة الخادمي الحنفي رحمه الله في كتابه بريقة محمودية:
التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة.
انتهى.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في أسنى المطالب:
( لا أجنبي شابة) فلا يعزيها إلا محارمها وزوجها وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر.
انتهى.
وقال الإمام ابن مفلح الحنبلي رحمه الله في الفروع:
وليس صوت الأجنبية عورة على الأصح، ويحرم التلذذ به ولو بقراءة.
انتهى.
وقال العلامة منصور بن يونس البهوتي الحنبلي رحمه الله في كشاف القناع:
وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعا للمفسدة.
انتهى.
وانظري الفتوى رقم:
، والفتوى رقم:
، وبخصوص الكلام عبر الهاتف على التحديد تراجع الفتوى رقم:
.
والثالث:
النظر من كل منهما للآخر، وهذا محرم على الصحيح ولو أمنت الفتنة، لقوله تعالى:
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ..
.
{النور:
31}، وانظر الفتوى رقم:
.
والله أعلم.