قراءة لمدة 1 دقيقة اقترضت مالا من قريب لي واتفقنا على سداده في مدة معينة، وأخبرني أنه عند سداد كامل المبلغ يكون سداده ب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تعطيه هذه الزيادة ، وعليك بالتوبة إلى الله من موافقته عليها ، حيث إنها ربا ، وقد توعد الله مرتكبه بعظيم العقاب ، قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة:
278 ــ 279} وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال :
هم سواء ، وقال ابن المنذر :
أجمعوا على أن المسلف إذا اشترط على المستسلف زيادة أو هدية فأسلف على ذلك أن أخذه الزيادة على ذلك رباً .
وقال ابن عبد البر :
أجمع المسلمون نقلاً عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أن اشتراط الزيادة في السلف ربا ولو كان قبضة من علف ـ كما قال ابن مسعود ـــ أو حبة واحدة .
فبين له ذلك ، فإن قبل وتاب إلى الله فذلك المطلوب، وإلا فلا يضرك أن يغضب هو وترضي الله تعالى وتنجو من عذابه ، قال صلى الله عليه وسلم :
من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس .
رواه الترمذي ، قال المناوي في فيض القدير في شرحه لهذا الحديث :
من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس .
أي لما رضي لنفسه بولاية من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وكله إليه ، ومن أسخط الناس لرضى الله كفاه الله مؤونة الناس ، لأنه جعل نفسه من حزب الله ولا يخيب من التجأ إليه :
قال تعالى :
أ لَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، أوحى الله إلى داود عليه السلام :
ما من عبد يعتصم بي دون خلقي فتكيده السماوات والأرض إلا جعلت له مخرجاً ، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماء من بين يديه ، وأسخت الأرض من تحت قدميه .
وراجع الفتوى رقم :
.
والفتوى رقم :
.
والله أعلم .