قراءة لمدة 1 دقيقة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لي أخ يخرج الريح أثناء جلوسنا في المجلس وعند نصيحتي له أن هذا الشيء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يفعله أخوك من خوارم المروءة ودنيء الأخلاق، أما إذا كان فيه أذية لجلسائه فيحرم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا ضرر ولا ضرار.
رواه أحمد وابن ماجه.
كما أن هذا الفعل ينافي الحياء الذي هو من الإيمان، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دعه، فإن الحياء من الإيمان.
أخرجه البخاري ومسلم.
وعن أنس مرفوعا:
ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه.
رواه الترمذي وحسنه.
وحقيقة الحياء هي:
أنه خُلق يبعث على فعل الحسن، وترك القبيح.
وأما كون هذا الفعل من سلوك قوم لوط فلم نجد ذلك ثابتاً بسند صحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ذلك أهل التفسير كالطبري، والسيوطي في الدر المنثور، والقرطبي وذلك عند كلامهم على قول الله جل وعلا:
وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ [العنكبوت:
29].
فالله أعلم بصحة ذلك، ولكنه ليس من أدب أهل الدين والإيمان، فيذكر الأخ بذلك، وإن اضطر لإخراج الريح، فليقم من المجلس إلى مكان خلوة بعيداً عن الناس، ولا يفعله بحضرتهم ولو كان الجليس أخاً أو قريبا له، لأن هذا استخفاف بالجليس وسوء أدب معه، وأحق الناس بالتأدب معهم هم الأهل والأقارب.
لكن من خرج منه شيء من غير قصد، فمن كمال المروءة أن جليسه يتغافل عنه، ويستمر في حديثه، وكأنه لم يسمع شيئاً، لما في الصحيحين عن عبد الله بن زمعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال:
لم يضحك أحدكم مما يفعل؟
.
والله أعلم.