قراءة لمدة 1 دقيقة السلام عليكم 00هناك عالم صوفي في اليمن ينكر أحاديث كثيرة في صحيح البخاري ويقول إن القرآن ناسخ وليس م

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اتفقت الأمة على تلقي صحيحي البخاري ومسلم بالقبول قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمته في علوم الحديث:
ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن.
ا.
هـ فأفادنا ابن الصلاح بهذا الكلام ثلاث فوائد:
الأول:
اتفاق الأمة على تلقي الكتابين بالقبول، وهذا التلقي من الأمة أقوى من الإسناد بانفراده.
الثانية:
أن هناك أحاديث منتقدة على البخاري ومسلم انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره، وليس بالضرورة أن يكون الانتقاد صحيحاً، فقد يكون الصواب مع البخاري ومسلم وقد يكون مع المنتقِد.
الثالثة:
أن هذه الأحاديث المنتقدة معروفة عند أهل الشأن أي عند المحدثين، وهو كذلك فقد كتبها الحفاظ الذين انتقدوها كما فعل الدار قطني في كتابه (التتبع) فلا يقبل من أحد قول في انتقاد الأحاديث غير تلك الأحاديث المنتقدة، لأنه والحالة هذه ينتقد ما اتفقت الأمة على قبوله..
وكفى بهذا ضلالة.
وأما قول هذا الرجل:
القرآن ناسخ وليس منسوخاً..
فإن كان المقصود أن القرآن لا ينسخ بالسنة فهذا القول لا ينكر عليه لأنه مورد خلاف بين العلماء، وهذا القول هو قول الشافعي رحمه الله وله على ذلك أدلة تراجع في مظانها من كتب الأصول، والجمهور على أن القرآن ينسخ بالسنة المتواترة.
وأما إنكاره لأسباب نزول القرآن فهذا إمعان في الضلال، فبعض أسباب النزول في الصحيحين.
وأما قوله:
في التاريخ الإسلامي أخطاء كثيرة فهذا كلام مجمل يحتمل الحق والباطل فلا نستطيع أن نقول فيه شيئاً حتى تتبين لنا تلك الأخطاء المدعاة.
وبالجملة فننصح الأخ السائل بالتوجه إلى أهل العلم المعروفين بالعلم والاستقامة، والتمسك بالسنة، وطلب العلم على أيديهم، وعدم الاشتغال بما يقوله هذا الرجل وأمثاله.
ولعل العلماء لم يعيروه اهتماماً لا عجزاً عن الرد عليه ولكن لأن المصلحة في تركه، وهذه المصالح يقدرها العلماء الذين يعيشون ذلك الواقع.
والله أعلم.