قراءة لمدة 1 دقيقة الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء، فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (والخير كله في يديك، والشر ليس إلي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد للمسلم أن يعتقد -جازمًا- أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لكل شيء، كما قال سبحانه وتعالى:
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ {الزمر:
62}، وأنه لا يحصل شيء في الكون إلا بقضائه وأمره وقدره، كما قال تعالى:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:
49} والحديث المشار إليه حديث صحيح رواه مسلم، وغيره، ومعناه كما قال العلماء:
والخير كلُّه في يديك ؛
أي:
كلُّه عندك، لا يُدرَك منه شيءٌ ما لم تسبق به كلمتُك.
ومعنى:
والشر ليس إليك ؛
لا يُتقرَّب به إليك، ولا يُضاف إليك على الانفراد، وهذا لرعاية الأدب؛
فالشر وإن كان من مخلوقات الله تعالى، فإنه لا ينسب إليه، أو لا يتقرب به إليه، جاء في كتاب:
المفاتيح في شرح المصابيح للمظفري الحنفي:
والشرُّ ليس ممَّا يُتقرَّبُ به إليك، أو الشر لا يصعد إليك، وإنما يصعد إليك الطيب، وهو الخير، وقيل:
معناه:
والشرُّ لا يُضافُ إليك لحسن الأدب، ألا ترى أنه لا يقال لله:
يَا خالق الخنازير، وإن كان خالقها؟
!
لأنه ليس في هذا اللفظ تعظيمٌ، بل يقال:
يَا خالق البريات، فكذلك هو خالقُ الخيرِ والشرِّ جميعًا، ولكن لا يقال:
يَا خالق الشر، كما قال إبراهيم خليل الرحمن -عليه السلام-:
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} أضاف الخلق، والإطعام، والسقي إلى الله تعالى؛
لما فيها من التعظيم، وقال:
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} أضاف المرضَ إلى نفسه؛
لما ليس فيه من التعظيم .
اهـ والله أعلم.