قراءة لمدة 1 دقيقة الله -سبحانه وتعالى- لا يخلف وعده بالخير، وفي الحديث القدسي: قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إِنَّكَ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوعد المسؤول عنه عام لكل موحد لله -تعالى- لا يشرك بالله شيئا، وهو في ذات الوقت مقيد بالمشيئة؛
فإن الله -تعالى- يغفر لمن يشاء، كما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة.
قال ابن دقيق العيد في شرح الأربعين النووية:
قوله:
«يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة» أي أتيتني بما يقارب مثل الأرض.
قوله:
«ثم لقيتني» أي مت على الإيمان لا تشرك بي شيئا، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه.
وقد قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
اهــ.
وقال المباركفوري في مرعاة المفاتيح، عند شرحه للحديث المذكور:
فمن جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا، لقيه الله بقرابها مغفرة.
لكن هذا مع مشيئة الله -عز وجل- فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنة .
اهــ.
وقد بينا في الفتوى:
أن التوحيد الخالص يكفر الكبائر، فانظرها.
والله أعلم.