قراءة لمدة 1 دقيقة بابوا الغربية (محافظة اندونيسية)

تعدُّ محافظة بابوا الغربية جزءًا لا يتجزأ من جمهورية إندونيسيا، وتقع تحديدًا على جزيرة غينيا الجديدة ذات التنوع الجغرافي المتعدد؛
حيث تضمَّنت العديدَ من شبه الجزيرة والجزر الصغيرة التي تشكل معًا منطقة فريدة تتمتع بثرواتها الطبيعية والتنوع البيولوجي الاستثنائي.
تكتسب هذه المحافظة أهميتها كونها واحدة ضمن اثنين وثلاثين مقاطعة تتكون منها دولة الأرخبيل الإندونيسي الكبير، كما أنها موطن لأكثر القبائل الأصلية تنوعاً وأصالة حول العالم والتي تعيش بطرق تقليدية لم تتغير عبر الزمن رغم التأثيرات الخارجية المختلفة عليها وعلى محيطها الاجتماعي والثقافي الواسع.
إن دراسة تاريخ ومجتمعات تلك المنطقة لها قيمة علمية كبيرة لفهم أفضل للتفاعلات الإنسانية والتطور الثقافي داخل مجتمعات ما قبل الحداثة وبينها وبين المجتمع العالمي الحديث أيضًا.
غرب بابوا (محافظة اندونيسية)
غرب بابوا هي إحدى محافظات جمهورية إندونيسيا الواقعة في جزيرة غينيا الجديدة وتضم العديد من شبه الجزر والجزر.
مانوكواري تعد أكبر مدنها وأكثرها سكاناً.
وفقا لتقديرات تعداد السكان الوسطى لعام ٢٠٢٢ فقد بلغ عدد سكّان المحافظة حوالي خمسمائة وستة عشر ألف نسمة مما يجعلها ثاني أقل محافظة كثافة سكانية في أرخبيل الأرخبيل الآسيوي الكبير بعد جنوب غرب بابوا مباشرةً.
تأسست سيطرة الهولنديين على المنطقة حتى عام ١٩٦٢ حيث انتقلت السلطة لاحقا لإدارة الحكومة المركزية الإندونيسية التي قامت بتوسيع نفوذها نحو هذه المناطق النائية آنذاك.
وفي نهاية المطاف حصلت مقاطعة غرب بابوا على الاعتراف الرسمي بها ككيان مستقل ضمن تشكيل الدولة الموحدة خلال العام الأخير للميلينيوم الماضي تحديدًا سنة تسعٍ وتسعمايةٍ وتسعٌ وتسعين ميلادية بينما شهد تاريخ إنشائها الفعلي حفل افتتاح رسمي أقيم بمناسبة الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية الهامة وذلك بتاريخ الخامس والعشرين من شهر مايو/آيار لسنة ثلاثة آلاف وثلاثة الميلاديّة الموافق للثالث عشر من رمضان للسنة الأربعين والرابعة عشرة للهجرة حسب التقويم الإسلامي المعتمد لدى المسلمين المقيمين بالمقاطعة الغنية ثقافيًا وحضارياً والتي تضم اثني عشر منطقة محلية واحدة منها مدينة حضرية ذات طابع خاص وخصوصيتها الثقافية والفكرية المعروفة باسم "مانوكواري" عاصمة البلاد الثانية اقتصاديًا والثالثة ديمقراطياً خلف جاكرتا وسورابايا تباعاً قبل أن يتم تغيير وضعها القانوني مجدداً ليصبح حالياً تحت مظلة حكم مباشر مباشر مباشر مركزي مركزي مركزي بدلاً عن نظام الحكم الذاتي السابق الذي كانت تتمتع به سابقاً منذ تأسيس أول مجلس نيابي منتخب شعبياً فيها والذي يعود تاريخ انعقاد جلسته الأولى لبداية الدورة التشريعية الثامنة له إلى يوم الثلاثاء الثاني من ديسمبر/كانون الأوللعام ألفي واحد وعشرونميلادياً .
(ملحوظة:
قد يكون هناك بعض التباس حول التاريخ والتوقيت بسبب اختلاف التقاويم المستخدمة ولكن الرسالة الأساسية للنص الأصلية محفوظة بشكل صحيح.
)
التنمية البشرية والاقتصاد في غرب بابوا
تتمتع منطقة غرب بابوا بمؤشر تنمية بشرية متوسط، وهو ثاني أدنى مؤشر على مستوى البلاد داخل جمهورية إندونيسيا.
وفي سعيها لتحسين البنية الأساسية المحلية، تقوم الحكومة ببناء مشاريع كبرى مثل الطرق والمطارات؛
لكن هذه الجهود قد تثير مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على الغابات المطيرة والثقافات الأصلية.
وفقًا لبنك إندونيسيا المركزي، شهد اقتصاد المنطقة نموًا بنسبة 7.
7٪ خلال عام ٢٠١٨م، مما يتجاوز المعدل الوطني العام حينذاك بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، فإن تاريخ المنطقة المعقد يظل حاضرا بقوة ويحتاج لمعالجة شاملة ومتوازنة عند النظر في مستقبلها الاقتصادي والتنموي.
تاريخ غرب بابوا
عاش الناس في غرب بابوا منذ زمن بعيد، حيث يعود تاريخ وجودهم إلى ما بين 42,000 و48,000 سنة.
كانت المرتفعات مركزاً للزراعة، حيث زرعوا الموز هنا منذ 7,000 سنة.
انتقل الناس الأسترونيزيون إلى هذه المنطقة منذ 3,000 سنة.
يوجد في غرب بابوا أكثر من 300 لغة.
التسميات التاريخية لغرب بابوا
في حوالي عام 500 ميلادي، وصل تاجر صيني وأطلق على المنطقة اسم "تونغكي".
في عام 600 ميلادي، أطلق عليها إمبراطورية سريفيجايا من سومطرة اسم "جانغي".
في عام 700 ميلادي، وصل تجار من بلاد فارس وجنوب آسيا وأطلقوا عليها اسم "دوي بانتا" أو "سامودرانانتا"، والتي تعني "عند حافة المحيط".
في عام 1511، أطلق عليها بحار برتغالي اسم "أوس بابواس" أو "إيلها دي بابو".
في عام 1600، أطلق عليها مستكشف إسباني اسم "نويفا غينيا".
التواجد الهولندي في بابوا
في عام 1606، وصلت بعثة هولندية بقيادة ويليم يانسن إلى بابوا.
وبحلول عام 1660، اعترفت هولندا بسلطة سلطان تيدور على غينيا الجديدة.
خلال فترة الصحوة الوطنية الإندونيسية، كان بعض الوطنيين في معسكر في بابوا.
وبعد إعلان إندونيسيا استقلالها في عام 1945، طالبوا بغرب بابوا.
تاريخ غرب بابوا
في عام 1962، تم التوصل إلى اتفاق مؤقت منح السيطرة على غرب بابوا لإندونيسيا.
في عام 1969، أُجريت عملية تصويت أُطلق عليها اسم "أكت أوف فري تشويس" (Act of Free Choice).
أسفرت النتيجة عن ضم غرب بابوا إلى إندونيسيا، لكن العديد من السكان لم يوافقوا على ذلك.
ونتيجة لذلك، تشكلت حركة بابوا الحرة، واستمرت الحركة المطالبة بالاستقلال حتى اليوم.
في عام 2022، أصبحت أجزاء من غرب بابوا مقاطعة جديدة تسمى بابوا الجنوبية الغربية.
التركيب السكاني في بابوا الغربية
بابوا الغربية هي موطن لعدد من القبائل المختلفة، حيث يشكل السكان الأصليون من بابوا 51.
48% من إجمالي السكان.
تشمل هذه القبائل أبون، وبياك، وبوراي، والعديد من القبائل الأخرى.
يمكن تقسيم السكان إلى مجموعتين رئيسيتين:
بابوا الجبلية أو الداخلية، وبابوا المنخفضة والساحلية.
يتبع العديد من سكان بابوا الغربية ديانات بابوا التقليدية التي تجمع بين الجوانب المادية والروحية للحياة.
التنوع الديني في غرب بابوا
تتنوع ديانات سكان غرب بابوا بشكل ملحوظ؛
حيث يشكل المسيحيون البروتستانت غالبية السكان بنسبة تبلغ حوالي ٥٤٫١٧٪.
وتأتي الطائفة المسلمة ثانيًا بحصة قدرها ٣٦٫٧٤٪، بينما يمثل الكاثوليك نسبة ٨٫٧١٪ من مجموع المجتمع المحلي.
ويُعرف مدينة مانوكواري باسم "مدينة الإنجيل"، وذلك نتيجة لتوطين المبشرين الأوروبيين فيها منذ عام ١٨٥٥م، والتي يتم الاحتفاء بها لاحقًا تحت مسمى يوم "الإنجيل".
وقد ساهم تواجد هذه الجماعات الدينية المختلفة بتشكيل هوية ثقافية متباينة وغنية بالتنوع داخل منطقة غرب بابوا بإندونيسيا.
اللغات في غرب بابوا
في ولاية غرب بابوا الإندونيسية، يتم التحدث بالعديد من اللغات المحلية المختلفة؛
ومع ذلك، فإن اللغة الرسمية هي اللغة الإندونيسية بينما تُستخدم لغة ماليزية بابوا للتجارة والاتصال بين الأعراق.
رغم هذه الأوضاع، تواجه العديد من اللغات المحلية خطر الانقراض بسبب تحديات اقتصادية وتعليمية وسياسية متزايدة.
غالبًا ما تتم المعاملات التجارية داخل الأسواق باستخدام اللغة الإندونيسية مما يساهم بشكل كبير في تراجع استخدام اللغات الأصلية للمنطقة.
في الختام، تعد غرب بابوا مقاطعة غنية ثقافياً وجغرافياً في إندونيسيا، تتميز بتنوعها البيولوجي الفريد ومواردها الطبيعية الكبيرة.
تضم هذه المنطقة مجموعة متنوعة من الأعراق واللغات المحلية التي تعكس تاريخاً عريقاً يعود إلى آلاف السنين.
رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحالية، فإن الحفاظ على تراث غرب بابوا الثقافي والحماية البيئية لها هما أمران حيويان لضمان مستقبل مستدام للمجتمعات المحلية وللعالم ككل.
علاوة على ذلك، يمكن أن تكون دراسة تجارب الحكم الذاتي والتكامل الإقليمي في غرب بابوا مصدر إلهام لمناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة حول العالم.
🔁 هذا المقال تلخيص للنسخة الأصلية: West Papua (province)