قراءة لمدة 1 دقيقة بارك الله فيكم، وفي مجهودكم، وجعله في ميزان حسناتكم. سؤالي هو: عندما أقوم بأمر أختي بالمعروف، أو نهي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونوصيك بالصبر على ما يصيبك من جراء ذلك، واحتساب الأجر من الله تعالى، قال تعالى:
وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {لقمان:
17}.
قال ابن كثير -رحمه الله-:
عَلِمَ أَنَّ الْآمِرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، لَا بُدَّ أَنْ يَنَالَهُ مِنَ النَّاسِ أَذًى، فَأَمَرَهُ بِالصَّبْرِ .
انتهى.
وإذا خشيت الأذى من أختك أو أبيك بسبب نهيها عن المنكر؛
فلك سعة في ترك الإنكار باللسان.
جاء في شرح النووي على مسلم :
والنصيحة لازمة على قدر الطاقة، إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه، ويطاع أمره، وأمن على نفسه المكروه، فإن خشي على نفسه أذى، فهو في سعة .
انتهى.
وكذا إذا رأيت أنّ إنكارك على أختك يؤدي إلى مفسدة أكبر منه؛
فلا يسوغ لك الإنكار.
قال ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين:
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله؛
فإنه لا يسوغ إنكاره .
انتهى.
وإذا تركت النصيحة لأختك؛
فلا تكون ديوثا -والعياذ بالله-، والمسئول عنها هو أبوها، فبَيِّن له ذلك، لكن لا بد أن يكون البيان برفق وأدب من غير إساءة ولا إكثار.
قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-:
قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى:
يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَن الْمُنْكَرِ.
وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ:
إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ، وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ .
انتهى من الآداب الشرعية.
والله أعلم.