قراءة لمدة 1 دقيقة بسم الله الحمد لله الذي لا إله إلا هو و بعد: شيخ-حفظك الله- إني أحبك في الله و أسأل الله رب العرش أن

بسم الله الحمد لله الذي لا إله إلا هو و بعد: شيخ-حفظك الله- إني أحبك في الله و أسأل الله رب العرش أن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يبارك فيك، ويحبك كما أحببتنا فيه، وقول الله تبارك وتعالى:
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:
11}، قال أهل التفسير معناها:
انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء.
فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والحكم عام له ولغيره.
قال ابن العربي :
إذا أصبت خيرا أو علمت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعا:
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بالنعمة شكر وتركها كفر..
.
فهذا هو الأصل أن يتحدث المسلم بنعم الله تعالى عليه إلا إذا كان يخشى حسدا أو أن يترتب على الحديث عنها ضرر، فله أن يخفيها دفعا للضرر.
قال العلماء:
والأصل في ذلك قول الله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام:
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ {يوسف:
5} .
وإن كان الأصل إظهارها والتحدث بها كما أمر الله تعالى.
وأما دعاء الرجل بأن تحصل له الكفاية بالقليل من النوم والأكل والشراب لكي لا تشغله هذه الأمور كثيرا..
.
فالظاهر أنه لا حرج فيه؛
لأن الدعاء مأمور به على كل وجه ما لم يكن بإثم أو قطيعة رحم.
فقد قال الله تعالى:
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:
60}.
وقال:
ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ.
{الأعراف:
55}.
وقال:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:
186].
وفي الحديث الشريف:
ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع.
رواه أبو يعلى .
وفي الحديث أيضا:
لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل:
يا رسول الله ما الاستعجال؟
قال:
يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء .
رواه مسلم .
ولكن لتعلم أن النوم والأكل والشرب إذا لم يكن فيها اعتداء، وأخذ المرء منه ما قدر له بنية أداء الواجب والتقوي على العبادة كانت في حقه عبادة.
وراجع الفتوى رقم:
، والفتوى رقم:
.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا