قراءة لمدة 1 دقيقة بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد: ماهو مذهب المرجئة في التفريق

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد: ماهو مذهب المرجئة في التفريق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعروف من كلام المرجئة - كما يقول شيخ الإسلام عنهم - التفريق بين لفظ الدين والإيمان، والتفريق بين الإسلام والإيمان.
وحكى بعض الأئمة عنهم أن الدين والإيمان شيء واحد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في مجموع الفتاوى (7/207).
تعليقاً على قول معقل بن عبد الله العبسي عن المرجئة:
وقالوا:
إن الصلاة والزكاة ليستا من الدين.
قال شيخ الإسلام:
(قلت:
قوله عن المرجئة:
إنهم يقولون إن الصلاة والزكاة ليستا من الدين، قد يكون قول بعضهم، فإنهم كلهم يقولون ليستا من الإيمان، وأما من الدين، فقد حكي عن بعضهم أنه يقول:
ليستا من الدين، ولا نفرق بين الإيمان والدين، ومنهم من يقول:
بل هما من الدين، ويفرق بين اسم الإيمان واسم الدين، وهذا هو المعروف من أقوالهم التي يقولونها عن أنفسهم، ولم أر أنا في كتاب أحد منهم أنه قال:
الأعمال ليست من الدين، بل يقولون:
ليست من الإيمان).
وبين شيخ الإسلام أنهم يقولون:
الدين ثلاثة أجزاء، الإيمان جزء، والفرائض جزء، والنوافل جزء (7/208).
وقال شيخ الإسلام (7/380):
(فالمعروف من كلام المرجئة الفرق بين لفظ الدين والإيمان، والفرق بين الإسلام والإيمان، ويقولون:
الإسلام بعضه إيمان، وبعضه أعمال، والأعمال منها فرض ونفل).
واحتجاج بعض الأئمة على المرجئة بقوله تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة:
5] مبني على ما بلغه عن بعضهم من عدم التفريق بين الإيمان والدين، وقولهم:
الأعمال ليست من الدين.
وأما الفرق بين الإسلام والإيمان، فالمرجئة يقولون الإسلام أفضل، والإيمان داخل فيه.
قال شيخ الإسلام (كما في مجموع الفتاوى 7/414):
(ولهذا صار الناس في الإيمان والإسلام على ثلاثة أقوال:
فالمرجئة يقولون:
الإسلام أفضل، فإنه يدخل فيه الإيمان.
وآخرون يقولون:
الإيمان والإسلام سواء، وهم المعتزلة والخوارج، وطائفة من أهل الحديث والسنة، وحكاه محمد بن نصر عن جمهورهم، وليس كذلك.
والقول الثالث:
أن الإيمان أكمل وأفضل، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة في غير موضع، وهو المأثور عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وقال شيخ الإسلام أيضاً (7/154):
( قال الذين نصروا مذهب جهم في الإيمان من المتأخرين، كالقاضي أبي بكر، وهذا لفظه:
فإن قال قائل:
وما الإسلام عندكم؟
قيل له:
الإسلام:
الانقياد والاستسلام، فكل طاعة انقاد العبد بها لربه واستسلم فيها لأمره فهي إسلام.
والإيمان خصلة من خصال الإسلام، وكل إيمان إسلام، وليس كل إسلام إيماناً..
.
) انتهى موضع الغرض منه.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا