قراءة لمدة 1 دقيقة بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام إخوتي أصحاب الفضيلة في إسلام ويب: أتمن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله للجميع الهداية والثبات.
واعلمي أختي الكريمة أن الله سبحانه حكيم في خلقه وأمره، فلا يخلق سبحانه شيئا ولا يأمر بشيء إلا لحكمة وعلة علمها من علمها وجهلها من جهلها، فهو سبحانه لا يخلق ولا يأمر عبثا ولا لعبا.
ومن الجميل أن يبحث المسلم عن الحكمة من كل خلق وأمر حتى يطمئن قلبه ويزداد يقينه ورغبته، لكن هناك أشياء من الخلق والأمر قد لا يستطيع العبد أن يعرف علتها، فما عليه حينئذ إلا أن يقول «آمنا به كل من عند ربنا» « سمعنا وأطعنا» ويجعل نصب عينيه قوله تعالى:
لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[الأنبياء:
23].
وهناك كتب تحدثت عن موضوع الحكمة من الأحكام الشرعية، ومنها كتاب حجة الله البالغة للكندهلوي.
وفي الختام، نريد أن نتطرق إلى بعض الإشكالات الواردة في السؤال والجواب عنها باختصار:
قولها:
الدين يجب أن يتفق مع العقل، هذا كلام صحيح، لكن قد يظهر للبعض شيء من التعارض بينهما، فالمقدم حينئذ الدين، لأنه من عند الله العليم الخبير، والعقل قاصر عن معرفة كل شيء.
قولها:
يجب أن نفهم كل شيء حتى نكون مسلمين عن اقتناع وفهم لا عن مجرد التسليم دون الفهم:
جوابه أنه قد تقدم أنه من الجميل أن يبحث المسلم عن الحكمة من كل خلق وأمر، لكن قد تواجهه أحيانا أشياء لا يعرف حكمتها، فليس أمامه حينئذ إلا التسليم.
قولها:
لما ذا فرض الله علينا بعض الفرائض دون بيان الحكمة؟
جوابه أن الله يبتلي العباد ليعلم من يستسلم له ومن يتلكأ، وكذلك ليفتح المجال للعقول في البحث عن ذلك.
قولها:
لا أريد أن أعبد الله عن خوف فقط، بل أريد أن أعبده عن حب مع خوف، فهذا كلام جيد وهو يتفق مع المنهج القرآني السليم:
وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً[الأنبياء:
90].
فالخوف والرجاء والمحبة ثلاثة محاور متوازية في علاقة العبد بالله.
ولكن ليس من شرط ذلك معرفة العلة والحكمة من كل شيء، حيث يمكن تنمية الخوف بتذكر الموت والقبر والحساب والعقاب والنار..
.
ويمكن تنمية الرجاء بتذكر الثواب والجنة والمغفرة والعفو..
.
ويمكن تنمية المحبة بالتفكر في المخلوقات وتذكر النعم واستحضار عظمة الله و..
.
قولها:
فلماذا خلقنا وهو غير محتاج لنا؟
جوابه:
قوله تعالى:
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:
2].
قولها:
الملائكة مسيرون غير مخيرين، هذا غير صحيح، فهم مخيرون إلا أن طبيعتهم لا تقبل الاعتراض لأن الله فطرهم على الطاعة ولم يخلق لهم الشهوات التي خلقها للبشر.
قولها:
لا نجد من يطبق الدين بالشكل الصحيح..
.
هذا التعميم خطأ بيِّن ، لأن هناك من المسلمين من يطبقون الإسلام، وهناك في المقابل مقصرون، وقصور كثير من المسلمين لا يعني أبدا أن هذا الدين لا يصلح لهذا الوقت، لأن هذ الدين قد طبق على فترات من قبل أهله، وحينها سادوا وعزوا وفتحوا البلاد وقلوب العباد.
قولها:
معظم الملتزمين يشعرون بالحزن، وغير ناجحين..
.
ومكتئبون، وغير الملتزمين ناجحون ومتفوقون ولا يشعرون بالكآبة..
.
هذا التعميم غير صحيح إطلاقا، بل إن أغلب الملتزمين يشعرون بالسعادة ويعملون بنشاط وأمانة و..
..
، وعلى العكس، نجد أكثر غير الملتزمين يشعرون بالكآبة ولا يتصفون بأمانة و..
.
لكن قد يكون البعد عن مجالسة فريق معين لا تجعل الشخص يفهم كما ينبغي.
قولها:
إنها منذ أن التزمت بدأت المصائب تنزل عليها..
.
:
جوابه أن هذه المصائب إنما هي ابتلاء من الله لها حتى يرى صدق التزمها، وحتى يمحصها ويهذبها ويكفر عنها الذنوب، والعبد يبتلى على قدر دينه.
قولها:
إن كثيرا من االعلماء والدعاة يبعدون الناس عن الدين..
.
جوابه أن هذا التعميم أيضا غير صحيح، لكن قد يوجد من بين العلماء والدعاة من هو كذلك، فلا بد حينئذ أن ينصح ويرشد للطريق الأسلم في التعامل، ولا يجوز أن يكون هذا عذرا للبعض في ترك الدين أو تعميم الحكم على الجميع.
وفي الأخير ننصح الأخت السائلة وصديقتها وأمثالهم بأن يتعرفن على الصحبة الصالحة من الأخوات والداعيات، ويعرضن عليهن أي إشكالات قد ترد عليهن.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.