قراءة لمدة 1 دقيقة تزوجت بقريب لي من الأهل بعد تبادل المودة بيننا واجهنا بعض المعوقات قبل الزواج من والدي لكنه وافق أخي

تزوجت بقريب لي من الأهل بعد تبادل المودة بيننا واجهنا بعض المعوقات قبل الزواج من والدي لكنه وافق أخي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج عن الأخت همها ويجعل لها منه فرجا ومخرجا ، وقبل الإجابة على أسئلتها ، نوجه هذه الكلمات للزوج باحثين بها عن البذرة الطيبة التي بداخله فنقول :
أيها الأخ الحبيب :
اترك الخمر ..
وتب إلى الله من هذا المسكر ، اترك أصدقاء السوء أصدقاء الكأس ، فإنهم بئس الجليس وبئس الصديق ، إنهم من قال الله فيهم وفي صداقتهم :
الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:
67} وقال تعالى :
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا {الفرقان:
27 ــ 29} أخي الحبيب:
هل تقوى على عذاب الله في نار جهنم ؟
إن الخمر من كبائر الذنوب ، إن الخمر أم الخبائث ، متى ستتوب ؟
ولماذا التسويف في التوبة ؟
هل تضمن أن تعيش إلى الغد ؟
هل أخذت عهداً من ملك الموت أن لا يأخذك إلا بعد أن تتوب ؟
بادر أخي الحبيب إلى التوبة ما دام في العمر فسحة ، وما دام باب التوبة مفتوحا ، فإنه سيغلق إذا نزل بك الموت.
قال تعالى :
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ {النساء:
18} أخي الحبيب:
إن حياة الطاعة حياة طيبة ، فيها راحة وأنس وطمأنينة ، جربها وستعرف الفرق بينها وبين حياة المعصية ، قال سبحانه :
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:
97} أخي الحبيب :
إن سبب ضيق الرزق ، وضيق القلب ، وحياة الضنك التي تعيشها سببها المعصية، قال تعالى :
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:
124} أخي :
اسمع نصح الناصحين الذين يريدون لك الخير والسعادة ، ومنهم زوجتك الصالحة الناصحة ، ودع عنك رفقاء السوء ، وعد لأسرتك ، وزوجتك وبناتك .
أما الأخت الفاضلة فنقول لها :
إن مخالفة والدك في هذا الأمر معصية عليك التوبة منها ، وعليك أن تعلمي أن ما حدث قدر لا مفر لك منه ، ما أصابك لم يكن ليخطئك ، فارضي بقدره سبحانه ولا تقولي:
لو ، بل قولي:
قدر الله وما شاء فعل .
وبشأن سؤالك هل ضيق الرزق سببه ما عليه زوجك من المعصية ؟
نقول:
إن من شؤم المعصية الحرمان من الرزق وقد أشرنا إلى ذلك في الكلام السابق، وسبق لنا فتوى بهذا الخصوص برقم :
، وأما هل يجوز لك الامتناع عن معاشرة زوجك في الفراش تأديباً له على معصيته؟
فلا يجوز لك ذلك ، بل عليك القيام بواجبك نحوه ، وإجابته إلى الفراش ، إلا في حال حصول الضرر عليك بمعاشرته في حال سكره ، فلا حرج عليك من الامتناع عنه, وسبق بيانه في الفتوى رقم :
.
وأما بشأن سؤالك هل لك طلب الطلاق؟
وهل من الأفضل الصبر عليه والبقاء معه ؟
نقول:
أما من حيث الجواز ، فيجوز لك طلب الطلاق إذا كان الحال على ما وصفت ، لكن لا ننصحك بذلك إلا بعد استنفاد كل الوسائل .
ونوصيك بتقوى الله سبحانه وتعالى ، فإنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ، وننصحك بالصبر واحتساب الأجر ، واللجوء إلى الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء بالدعاء أن يصلح حال زوجك ، ويكشف عنك السوء ، واعملي ما تستطيعين من أسباب هدايته من نصح ، وإهداء شريط ، وكتيب ، وفتوى كهذه إلى غير ذلك ، واحذري كل الحذر من أن يؤثر على بناتك أو عليك أنت ما دمت في عصمته .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا