قراءة لمدة 1 دقيقة تقدم لخطبتي رجل ولكن أمه وأهله عارضوا هذه الخطبة دون أي أسباب شرعية سوى أنهم يريدونه أن يتزوج من أقا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله سبحانه قد وصى الإنسان بوالديه عموما وبأمه خصوصا، فقال سبحانه:
وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ {لقمان:
14}.
وقال في آية أخرى:
وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا {الأحقاف:
15}.
وكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال:
قلت يا رسول الله من أبر؟
قال أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب.
رواه أبو داود وصححه الألباني .
فيجب على هذا الشاب أن يحاول استرضاء أمه بشأن الزواج بمن يريد الزواج بها، ويمكنه أن يستعين في ذلك بمن لهم علاقة بأمه ويمكنهم أن يؤثروا عليها كأرحامها أو صديقاتها، فإن أصرت أمه على الرفض، وكان لها ما يبرر رفضها، وكان هذا الشاب لن يتضرر بترك هذا الزواج ولن يلحقه أذى في دينه أو دنياه فيجب عليه أن يترك الزواج من هذه الفتاة طاعة لأمه وإرضاء لها وبرا بها.
أما إن كان رفضها غير مبرر بل لمجرد التعنت، أو لمبررات واهية وتعليلات موهومة، وكان ابنها سيلحقه أذى أو ضرر في دينه أو دنياه إن هو ترك هذه الفتاة فله أن يتزوج بها، ثم بعد ذلك عليه أن يبذل جهده في استرضاء أمه وتطييب خاطرها، وسيعينه ربه سبحانه على ذلك إذا علم من قلبه رغبة صادقة في برها، وحرصا مؤكدا على إرضائها وصلتها.
وللفائدة تراجع الفتوى رقم:
.
والله أعلم.