قراءة لمدة 1 دقيقة جاء في الفتوى رقم: 49816، قولُكم بجواز قول شخص لآخَر: الله يسمع منك ـ واستدللتُم بقوله تعالى: لَيْسَ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائل الكريم على متابعة فتاوانا وتصفح موقعنا ونرحب باستشكالاته وملاحظاته..
وبخصوص ملاحظتك:
فإن من المعلوم في اللغة أن من معاني السمع الإجابة، ومنه قولنا في الصلاة:
سمع الله لمن حمده، أي:
أجاب الله دعاء من حمده، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير عند قول الله تعالى:
فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم ـ استجاب المعطوف بفاء التعقيب، أي أجاب دعاءه بدون مهلة، لأنه سريع الإجابة وعليم بالضمائر الخالصة، فالسمع مستعمل في إجابة المطلوب، يقال:
سمع الله لمن حمده .
وقال ابن القيم عند تفسير قول الله تعالى:
فاستعذ بالله إنه سميع عليم ..
والسمع هنا المراد به سمع الإجابة، لا السمع العام، فهو مثل قوله:
سمع الله لمن حمده، وقول الخليل:
إن ربي لسميع الدعاء .
وقال ابن كثير في التفسير:
إن ربي لسميع الدعاء ـ أي إنه يستجيب لمن دعاه .
وقال القرطبي:
إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ـ أي قابله، ومنه:
سمع الله لمن حمده .
ولهذا، فالمقصود بقولهم:
الله يسمع منك ـ أي يقبل منك ويستجيب دعاءك..
ولا داعي لتفسيره بالاحتمالات المذكورة، وقد رأيت تفسير الراسخين في العلم لما جاء في نصوص الشرع بهذا المعنى، ولا يقاس هذا على النهي عن قول:
راعنا، لأنها تعني بلغة اليهود كلمة سب..
أي اسمع لا سمعت، وقيل:
بمعنى الرعونة، فالنهي عنها هو لما فيها من احتمال السب، وليس كذلك ما هنا.
والله أعلم.