قراءة لمدة 1 دقيقة خلال قراءتي لسورة الرحمن ذكر الله سبحانه وتعالى في وصف الحور العين: (كأنهن الياقوت والمرجان). أرجو م

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال ابن عاشور في التحرير والتنوير معلقاً على هذا التشبيه:
ووجه التشبيه بالياقوت والمرجان في لون الحمرة المحمودة أي حمرة الخدود، كما يشبه الخد بالورد، ويطلق الأحمر على الأبيض، فمنه حديث بعثت إلى الأحمر والأسود..
.
ويجوز أن يكون التشبيه فيهما في الصفاء واللمعان .
انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره قوله تعالى:
(كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
(إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُرَى بَيَاضُ سَاقَيْهَا مِنْ وَرَاءِ سَبْعِينَ حُلَّةً حَتَّى يُرَى مُخُّهَا)، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ:
(كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ)، فَأَمَّا الْيَاقُوتُ فَإِنَّهُ حَجَرٌ لَوْ أَدْخَلْتَ فِيهِ سِلْكًا ثُمَّ اسْتَصْفَيْتَهُ لَأُرِيتَهُ [مِنْ وَرَائِهِ] وَيُرْوَى مَوْقُوفًا.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ:
إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَتَلْبَسُ سَبْعِينَ حُلَّةً فَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ:
هُنَّ فِي صَفَاءِ الْيَاقُوتِ، وَبَيَاضِ الْمَرْجَانِ .
اهـ.
والله أعلم.