قراءة لمدة 1 دقيقة ذكر في سورة البقرة آية 62: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر

ذكر في سورة البقرة آية 62: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال المفسرون في تفسير الآية المذكورة:
إن الذين آمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، والذين هادوا هم من آمنوا ب موسى -عليه السلام-، وماتوا على ذلك قبل بعثة عيسى -عليه السلام-، أو أدركوه وآمنوا به، والنصارى وهم الذين آمنوا بعيسى عليه السلام، وماتوا على ذلك قبل أن يدركوا محمداً -صلى الله عليه وسلم-، أو أدركوه وآمنوا به، والصابئون قيل:
هم قوم من أتباع الأنبياء السابقين.
هؤلاء جميعاً من آمن منهم بالله واليوم الآخر، وصدَّق النبي الذي بعث إليه، ومات على ذلك؛
فله أجر عند ربه.
أما من أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرفض رسالته، ولم يؤمن به؛
فهو كافر، لا يقبل منه غير الإسلام، والإسلام هو دين الله الذي أرسل به أنبياءه جميعاً، ومعناه:
الاستسلام والانقياد لله تعالى، والتصديق برسله جميعاً، قال تعالى:
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ {آل عمران:
19}، وقال تعالى:
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:
85}، وقال تعالى:
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيه (الشورى:
من الآية 13)، وقال تعالى:
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (البقرة:
132).
وقال صلى الله عليه وسلم:
والذي نفس محمد بيده؛
لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار .
رواه مسلم .
وبهذا يعلم أنه لا تعارض بين الآية المذكورة، وبين الآية الأخرى:
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ).
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا