قراءة لمدة 1 دقيقة رجل مسلم له بنات في سن الزواج ولم يأمرهن (هو يصلي و يصوم و يذكر الله) بالحجاب هم يلبسون ملابس ليست خ

رجل مسلم له بنات في سن الزواج ولم يأمرهن (هو يصلي و يصوم و يذكر الله) بالحجاب هم يلبسون ملابس ليست خ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
‏ فإن المطلوب من المسلم ليس محصوراً في إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، بل هو أوسع من ‏ذلك وأشمل.
‏ فالإنسان إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، ‏وصام رمضان، وحج البيت، فلا شك أنه أتى بأركان الإسلام الأساسية، ولكن لا يعني ‏ذلك أنه أتى بكل شيء، بل هناك أوامر يجب على الإنسان امتثالها، ونواهي يحرم عليه ‏انتهاكها، فمن أولويات واجبات المسلم أن يقي نفسه وأهله جميع ما يجر إلى سخط الله ‏تعالى، قال عز من قائل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ ‏وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ‏‏[التحريم:
6].
‏ ولا شك أن كشف الرأس وإظهار الشعر بالنسبة للمرأة يعتبر من أسوأ أنواع التبرج، ‏وهو من الأمور التي نهى الله تعالى ورسوله عنها، والرضى بذلك مسقط لشهادة الرجل، ‏ومؤذن بفقد رجولته، وقلة مروءته، وتخل عن مسئوليته التي أنيطت به، كما قال صلى الله ‏عليه وسلم:
«كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته…
.
» متفق عليه.
‏ والواجب إذن على كل من له بنات، أو زوجات، أو أخوات، أو غيرهن ممن له عليهن ‏أمر أن يأمرهن بالحجاب والستر الكامل، امتثالاً لأوامر الله تعالى، وحفظاً لشرفهن، ‏وصيانة لعفتهن، ويا عجبا كيف يرضى من له قلب حي أن تخرج بنته، أو زوجته ‏عارضة مفاتنها للأجانب تهمزها أعينهم، وتلوكها أفواههم؟
!
!
وكيف تنعدم الغيرة من ‏هذا المسكين على ألصق الناس به وأقربهم منه؟
!
!
وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله ‏عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله ‏أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه».
‏ فالغيرة من أخلاق المؤمن وصفاته، ونقيضها هوالدياثة، وهي خلق مذموم طبعاً ومحرم ‏شرعاً، ففي النسائي وأحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم:
«ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة:
العاق لوالديه، والمرأة ‏المترجلة، والديوث».
‏ والديوث:
هو الذي لا يغار على محارمه إذا اختلطن بالرجال.
‏ فعلى هذا الرجل أن يتقي الله في نفسه وفي أهله، وأن يأمر بناته بالستر والاحتشام، استجابة لأمر المولى جل جلاله في قوله:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:
59].
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا