قراءة لمدة 1 دقيقة سؤالي بخصوص دور الأب، والأم: فما دور كل واحد منهما عمليا في تربية الأولاد، ورعاية البيت؟ ومن الذي يت

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتربية الأولاد مسؤولية مشتركة بين الأبوين، لا ينفرد أحدهما بها، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ككلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأميرُ راعٍ، والرجلُ راعٍ على أهل بيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه .
فعلى الوالدين تعليم الأولاد الصلاة إذا بلغوا سنّ التمييز -وهو سبع سنين- وأمرهم بها- وتأديبهم على تركها- إذا بلغوا عشر سنين، ففي سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
مرُوا أولادَكُم بالصلاةِ وهُم أبناءُ سبعِ سنينَ، واضرِبُوهُم عليهَا وهُمْ أبْنَاءُ عَشْرٍ، وفرِّقُوا بينِهِم في المَضَاجِعِ .
جاء في مختصر المزني :
قال الشافعي:
وعلى الآباءِ والأمهاتِ أن يُؤَدِّبوا أولادَهُم، ويُعَلِّمُوهم الطهارةَ والصلاةَ، ويَضْرِبُوهم على ذلك إذا عَقَلُوا .
انتهى.
ويعتني الأب بتعليم أولاده القرآن والسنة، إما بنفسه -إن أمكنه- أو عن طريق معلم، أو تقوم الأمّ بتعليمهم، والواجب من ذلك ما تصح به عبادته، وما زاد فهو خير.
قال النفراوي -رحمه الله- في الفواكه الدواني:
ويجب عليه أن يعلمه من القرآن ما يصلي به من فاتحة، ويسن تعليمه ما تحصل به السنة، وما عدا ذلك فمندوب .
انتهى بتصرف يسير.
وأمّا بخصوص أعمال المنزل؛
فالمفتى به عندنا وجوب خدمة الزوجة زوجها بالمعروف، وإعانة الزوج زوجته في أعمال البيت مندوب إليها، وهي من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح البخاري عن الأسود قال:
سألت عائشة:
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت:
كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
قال ابن حجر -رحمه الله- في فتح الباري:
وفيه الترغيب في التواضع، وترك التكبر، وخدمة الرجل أهله .
انتهى.
وقال العيني -رحمه الله- في عمدة القاري:
وَفِيه:
أَن خدمَة الدَّار وَأَهْلهَا سنة عباد الله الصَّالِحين .
انتهى.
والله أعلم.