قراءة لمدة 1 دقيقة سؤالي بخصوص سورة البقرة، فأنا محتاج لثوابها وأجرها، وأن أحصل على فائدة حديث: «أخذها بركة، وتركها حسر

سؤالي بخصوص سورة البقرة، فأنا محتاج لثوابها وأجرها، وأن أحصل على فائدة حديث: «أخذها بركة، وتركها حسر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث قد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه-، ومعنى قوله:
فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة .
أي:
المواظبة على تلاوتها، وتدبر معانيها، وهذا يعم جميع السورة، لا بعضها، قال القاري -رحمه الله-:
وَأَفْرَدَ ثَالِثًا الْبَقَرَةَ، وَأَنَاطَ بِهَا أُمُورًا ثَلَاثَةً، حَيْثُ قَالَ:
(فَإِنَّ أَخْذَهَا)، أَيِ:
الْمُوَاظَبَةُ عَلَى تِلَاوَتِهَا، وَالتَّدَبُّرِ فِي مَعَانِيهَا، وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهَا (بَرَكَةٌ)، أَيْ:
مَنْفَعَةٌ عَظِيمَةٌ، (وَتَرْكَهَا) بِالنَّصْبِ، وَيَجُوزُ الرَّفْعُ، أَيْ:
تَرْكُهَا وَأَمْثَالُهَا (حَسْرَةً)، أَيْ:
نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا وَرَدَ:
««لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا»»، (وَلَا يَسْتَطِيعُهَا) بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّذْكِيرِ، أَيْ:
لَا يَقْدِرُ عَلَى تَحْصِيلِهَا (الْبَطَلَةُ)، أَيْ:
أَصْحَابُ الْبَطَالَةِ وَالْكَسَالَةِ لِطُولِهَا، وَقِيلَ:
أَيِ السَّحَرَةُ؛
لِأَنَّ مَا يَأْتُونَ بِهِ بَاطِلٌ، سَمَّاهُمْ بِاسْمِ فِعْلِهِمُ الْبَاطِلِ، أَيْ:
لَا يُؤَهَّلُونَ لِذَلِكَ، أَوْ لَا يُوَفَّقُونَ لَهُ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ:
مَعْنَاهُ:
لَا تَقْدِرُ عَلَى إِبْطَالِهَا، أَوْ عَلَى صَاحِبِهَا السَّحَرَةُ؛
لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهَا:
{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:
102] الْآيَةَ.
انتهى.
وفي تلاوة بعض السورة خير كثير، والله لا يضيع أجر المحسنين، لكن الظاهر أن هذا الأجر الموعود في الحديث إنما يناله من واظب على أخذ السورة بتمامها.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا