قراءة لمدة 1 دقيقة س: هل ما قاله القرطبي: إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله ت

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القرطبي لم يذكر هذا الكلام في تفسيره على سبيل الجزم به والقطع بصحته، وإنما ذكره على أنه قول من الأقوال، ولذا عبر بلفظ:
وقيل ـ وقدم عليه أقوالا أخرى، وهذا يدل على عدم الإجماع عليه، فقد قال في تفسيره:
وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ـ أخبر عن الأزواج بالنزول، لأنها تكونت بالنبات، والنبات بالماء المنزل، وهذا يسمى التدريج، ومثله قوله تعالى:
قد أنزلنا عليكم لباسا {الأعراف:
26} الآية، وقيل:
أنزل أنشأ وجعل، وقال سعيد بن جبير:
خلق، وقيل:
إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة، ثم أنزلها إلى الأرض، كما قيل في قوله تعالى:
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد {الحديد:
25} فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد، وقيل:
وأنزل لكم من الأنعام ـ أي أعطاكم، وقيل:
جعل الخلق إنزالا، لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء، فالمعنى:
خلق لكم كذا بأمره النازل .
اهـ.
وراجع الفتوى رقم:
.
والله أعلم.