قراءة لمدة 1 دقيقة شخص دعا الله أن يوفّقه للإنجاب، وقال: «يا الله، وفّقني للإنجاب، وأعدك -يا الله- أنني بعد الإنجاب سأح

شخص دعا الله أن يوفّقه للإنجاب، وقال: «يا الله، وفّقني للإنجاب، وأعدك -يا الله- أنني بعد الإنجاب سأح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى:
هل وعد الله بفعل طاعة، يعتبر نذرًا؟
ورجحنا أنه يكون نذرًا بالنية، وإلا كان وعدًا مجردًا لا نذرًا.
ومع ذلك؛
فإنه من الأدب مع الله الوفاء به، جاء في الموسوعة الفقهية:
وَالْوَعْدُ كَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ الْوَفَاءُ بِهِ بِاتِّفَاقٍ، يَقُول الْقَرَافِيُّ :
مِنْ أَدَبِ الْعَبْدِ مَعَ رَبِّهِ إِذَا وَعَدَ رَبَّهُ بِشَيْءٍ لاَ يُخْلِفُهُ إِيَّاهُ، لاَ سِيَّمَا إِذَا الْتَزَمَهُ وَصَمَّمَ عَلَيْهِ، فَأَدَبُ الْعَبْدِ مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِحُسْنِ الْوَفَاءِ، وَتَلَقِّي هَذِهِ الاِلْتِزَامَاتِ بِالْقَبُول .
لَكِنَّ الْوَفَاءَ بِهِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ فِي الْجُمْلَةِ، فَفِي الْبَدَائِعِ:
الْوَعْدُ لاَ شَيْءَ فِيهِ، وَلَيْسَ بِلاَزِمٍ.
وَفِي مُنْتَهَى الإْرَادَاتِ:
لاَ يَلْزَمُ الْوَفَاءُ بِالْوَعْدِ نَصًّا.
وَفِي نِهَايَةِ الْمُحْتَاجِ:
لَوْ قَال:
أُؤَدِّي الْمَال، أَوْ أُحْضِرُ الشَّخْصَ، فَهُوَ وَعْدٌ لاَ يَلْزَمُ الْوَفَاءُ بِهِ؛
لأِنَّ الصِّيغَةَ غَيْرُ مُشْعِرَةٍ بِالاِلْتِزَامِ .
اهــ.
وبناء عليه؛
فإنه يستحب لك أن تفِي بذلك الوعد، إن لم تنوِه نذرًا، وتفي به بقدر استطاعتك.
وإن نويته نذرًا، فنذر الاجتهاد في فعل الخير، معناه:
أن يبذل الناذر وسعه في فعل الخير؛
لأن الاجتهاد بذل الوسع، جاء في «النهاية في غريب الحديث والأثر»:
الاجْتِهَاد:
بَذْل الوُسْع فِي طَلَب الْأَمْرِ، وَهُوَ افْتِعَال مِنَ الجُهْد:
الطَّاقة .
اهــ.
وفي «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» للشيخ محمد آدم الإثيوبي -رحمه الله-:
الاجتهاد:
لغةً:
بذل الجهد فيما فيه كُلْفة، وهو مأخوذ منْ جهاد النفس، وكدّها فِي طلب المراد .
اهــ.
ولم نقف على كلام واضح لأهل العلم في الحد الأدنى لبذل الوسع الذي يعتبر أقل درجات الاجتهاد، وما دمت قد قلت:
«قدر المستطاع»، فهذا تقييد بأن يكون بقدر ما تستطيعه.
والذي يمكننا قوله لك هو:
أن تحرص على المشاركة في كل باب خير يعرض لك، وتضرب فيه بسهمٍ، لعلك أن تكون قد أوفيت بنذرك.
وانظر للفائدة الفتوى:
، والفتوى:
، والفتوى:
.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا