قراءة لمدة 1 دقيقة شخص قال لأمه غير المتعلمة لاعتراضها على شيء يخص الدراسة: ما هذا الجهل؟ ولم يعتذر وظل يبرر ويقول: إنه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وصف الوالدة بالجهل يعتبر عقوقا، كما قدمنا في الفتوى رقم:
.
ولا شك أنه يخالف ما أمرنا الله به من مخاطبة الوالدين بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، ويخالف ما ثبت من النهي عن زجرهما وإغلاظ القول لهما، كما قال تعالى:
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا { الإسراء:
23ـ24}.
قال القرطبي :
وقل لهما قولا كريما ـ أي لينا لطيفا مثل:
يا أبتاه، ويا أمّاه، من غير أن يسميهما ويكنيهما، قال عطاء:
وقال بن البداح التجيبي:
قلت لسعيد بن المسيب:
كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله:
وقل لهما قولا كريما ـ ما هذا القول الكريم؟
قال ابن المسيب:
قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ .
وكل ما يتأذي به الوالد من أساليب الخطاب والتنقص والذم فيعتبر من العقوق، قال الهيتمي :
كَمَا يُعْلَمُ مِنْ ضَابِطِ الْعُقُوقِ الَّذِي هُوَ كَبِيرَةٌ، وَهُوَ أَنْ يَحْصُلَ مِنْهُ لَهُمَا أَوْ لِأَحَدِهِمَا إيذَاءٌ لَيْسَ بِالْهَيِّنِ ـ أَيْ عُرْفًا ـ وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْعِبْرَةَ بِالْمُتَأَذِّي .
اهـ.
وقال العلامة المحدث بدر الدين العيني :
وقال الشيخ تقي الدين السبكي رحمه الله:
إن ضابط العقوق إيذاؤهما بأي نوع كان من أنواع الأذى، قل أو كثر، نهيا عنه، أو لم ينهيا، أو يخالفهما فيما يأمران، أو ينهيان، بشرط انتفاء المعصية في الكل..
.
اهـ.
وأما إذا اعتذر إليها وسامحته، فهذا يكفي ـ إن شاء الله تعالى ـ وعليه أن يحرص على ترضيتها، لما في الحديث:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد .
والحديث صححه الألباني.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي:
وكذا حكم الوالدة، بل هو أولى.
انتهى.
والله أعلم.