قراءة لمدة 1 دقيقة شيخنا الكريم .. ماهي نصيحتك لزوجة تخشى الله لدرجة أنني لا أنام الليل وأنا افكر بعذاب جهنم وما ضيعته

شيخنا الكريم .. ماهي نصيحتك لزوجة تخشى الله لدرجة أنني لا أنام الليل وأنا افكر بعذاب جهنم وما ضيعته

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
‏ فلا شك أن التوبة الصادقة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وما ذكر ‏من الخوف الشديد من الله، والندم على ما فات والبكاء من خشية الله، وتمني الشهادة ‏والخلود في الجنة أمور حسنة إذا أتبعت بفعل الحسنات، وترك السيئات، وعدم اليأس من ‏رحمة الله.
قال تعالى:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ‏إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:
53] وحذرنا الله من اليأس ‏فقال:
(يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ ‏رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:
87] فالمسلم الحق هو الذي يجمع بين الخوف ‏والرجاء، فيرجو رحمة الله ويخشى عذابه، كما قال تعالى:
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً ‏وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ‏إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر:
9]‏ ومن هنا فإننا ننصح الأخت الكريمة بالإكثار من ذكر الله فبذكره تطمئن القلوب، قال ‏تعالى:
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:
28] ‏كما أنه يذهب الهم والغم والكرب ويؤنس في الوحشة، إلى غير ذلك من فضائل الذكر.
‏كما ننصح بتأمل سعة رحمة الله، وأن رحمته وسعت كل شيء، وأنه سبحانه غفور رحيم ‏لا يرد التائبين، سبحانه ما أحلمه!
وما أكرمه!
حليم كريم يتجاوز عن المسيء مهما عظم ‏دنبه إذا تاب و أناب، قال سبحانه في الحديث القدسي:
«يا ابن آدم إنك ما دعوتني ‏ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان ‏السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم ‏لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة» رواه الترمذي وقال:
حديث حسن.
قال ‏الإمام ابن رجب الحنبلي:
وقوله:
« إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان ‏منك ولا أبالي» يعني:
على كثرة ذنوبك وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك، ولا أستكثره، وفي ‏الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم قال:
« إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة، ‏فإن الله لا يتعاظمه شيء» رواه ابن حبان فذنوب العباد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته ‏أعظم منها وأعظم، فهي صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته.
وفي صحيح الحاكم، عن ‏جابر أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
واذنوباه واذنوباه!
مرتين أو ثلاثاً، ‏فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
« قل» اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى ‏عندي من عملي«، فقالها، ثم قال له:
»عد« فعاد، ثم قال له:
» عد« فعاد، فقال له:
»قم« ‏فقد غفر الله لك».
وفي هذا يقول بعضهم:
يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر، أعظم ‏الأشياء في جنب عفو الله يصغر!
.
( جامع العلوم والحكم 2/46).
وأخيراً:
نقول للأخت ‏الكريمة طاعتك لزوجك وتربيتك لأبنك التربية الحسنة طاعتان عظيمتان لله سبحانه لا ‏يتعارضان مع التعبد لله سبحانه بأي وجه من الوجوه، فاحتسبي ذلك عند الله.
نسأل الله ‏لك التوفيق.
‏ والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا