قراءة لمدة 1 دقيقة صديقي مسيحي وهو يقول لي ـ دائما ـ أن المسيح عليه السلام تم صلبه ليفدي خطيئة آدم عليه السلام، فما هي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجميع ما ذكر في السؤال إنما هو من العقائد الباطلة عند النصارى، وخطيئة آدم:
هي الأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها ولا يتحمل تبعتها غيره، وقد قال الله تعالى:
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {النجم:
36-38}.
فالإنسان لا يؤاخذ بخطيئة غيره، وهذا مما اتفقت عليه الرسالات السماوية، ومما يجب أن لا يختلف عليه العقلاء، وكيف يؤاخذ بذنب أحدثه أحد قبله ولم يكن هو المتسبب فيه ـ لا من قريب ولا من بعيد؟
ولمزيد الفائدة عن ذلك راجع فيه الفتوى رقم:
.
وأما صلب المسيح عليه السلام:
فلم يحدث، وذلك بنص القرآن الكريم:
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:
157-158}.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم:
، الأدلة من كتبهم على أنه لم يصلب.
ويسوع:
هو اسم المسيح عليه السلام عند النصارى، وانظر الفتوى رقم:
.
وأما تأليههم إياه:
فمن غلوهم وضلالهم الذي أنكره الله عليهم، وقد بينا بطلان تلك العقيدة في الفتوى رقم:
.
واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يتخذ صديقاً ولا صاحباً كافرا، لحديث:
لا تصاحب إلا مؤمناً.
رواه أحمد وغيره.
وإذا اقتضى الواقع مخالطته، فالمطلوب من المسلم أن يحسن إليه ويعدل معه ويدعوه ويرغبه في الإسلام وانظر الفتويين رقم:
، ورقم:
.
والله أعلم.