قراءة لمدة 1 دقيقة على الاغلب وبسبب خوفي الشديد من الله سبحانه وتعالى أتفحص دقائق الامور إذا كانت حلالا أم حراما ، وما

على الاغلب وبسبب خوفي الشديد من الله سبحانه وتعالى أتفحص دقائق الامور إذا كانت حلالا أم حراما ، وما

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن تقوى الله تعالى تحمل صاحبها على التحري والاحتياط لدينه, فتجده يجتنب الشبهات خوفا من الوقوع في الحرام , ويدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس .
وهذا لا يخرج عن معنى الورع المحمود .
وأما التشدد المذموم فإنما يكون بتحريم الحلال , أو تركه تعبدا , أو التعبد بما ليس عبادة كما سبق بيانه في الفتوى رقم :
.
ويكون بالمبالغة في التعبد بأن يأخذ العبد من الفضائل ما لا يطيق , فدين الله يسر , وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة , وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
سئل ال نبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله ؟
قال :
أدومها وإن قل .
وقال :
اكلفوا من الأعمال ما تطيقون .
رواه البخاري ومسلم .
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :
إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه , فسددوا وقاربوا وأبشروا .
رواه البخاري .
قال ابن حجر :
والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب .
قال ابن المنير :
في هذا الحديث علم من أعلام النبوة , فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع وفي حديث ابن الأدرع عند أحمد :
إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة , وخير دينكم اليسرة .
وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية , فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع .
اهـ ومما يذم أيضا :
حصول الوسوسة التي تحمل صاحبها على التنطع والتكلف , وتوقعه في المشقة الزائدة والحرج المنفي في الشريعة , فقد قال الله تعالى :
هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج.
(الحج :
78) .
وقال سبحانه :
ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج.
( المائدة:
6) .
وقال عز وجل :
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.
( البقرة:
185) .
ولا شك أن هذه الوسوسة التي تحمل صاحبها على العنت والحرج مذمومة شرعا وعقلا .
وأن العبد إذا فتح على نفسه هذا الباب فإن الشيطان يلبس عليه ويصرفه عن أداء حقوق واجبة ويحمله على تضييع حدود قائمة, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
هلك المتنطعون - قالها ثلاثا- رواه مسلم .
قال النووي :
أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم .
والمقصود من بيان صور التشدد المذموم أن تقف السائلة على حقيقة حالها , فإن كان ما توصف به خارجا عن هذه الأنواع , ولا يعدو حدود التقوى والورع الذي صدرنا به الكلام , فحالها محمود , وعليها أن تصبر على سخرية من حولها .
وأما إن كانت واقعة في صورة من صور هذا التشدد فعليها أن تجتنبها وأن ترفق بنفسها وبمن حولها .
ونسأل الله تعالى أن يهديك لأرشد أمرك , وأن يرزقك الاستقامة على سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه .
وراجعي للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية :
,,,.
والله أعلم .

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا