قراءة لمدة 1 دقيقة عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وس

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه رواه أحمد والطبراني وابن أبي عاصم والحاكم وغيرهم، وقال عنه الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في السلسلة الصحيحة بعد بحث طويل:
وبذلك يظهر أنه صحيح على شرط الشيخين، كما قال الحاكم ووافقه الذهبي .
اهـ والحديث ظاهر الدلالة في أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم نائلة ـ بإذن الله تعالى ـ هذه الأمة المسلمة وإن وقعت في كبائر الذنوب، وأن هذا لا يحول دون الشفاعة مادامت على التوحيد، ويشهد له حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
لِكُلِّ نَبِي دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِي دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِي نَائِلَةٌ ـ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ـ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِى لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا .
رواه مسلم .
كما دلت السنة أيضا على أن هذا القتل الواقع في الأمة هو نصيبها من العذاب وأنها ترحم يوم القيامة، ففي الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم مرفوعا:
إِنَّ أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ حِسَابٌ وَلَا عَذَابٌ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الْقَتْلِ وَالزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ.
قال الحاكم :
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ـ ووافقه الذهبي والألباني .
ولفظ أبي داود في السنن:
أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ، وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ .
كما دلت السنة أيضا أن هذه الأمة هي أكرم الأمم على الله تعالى، ففي الحديث:
أَنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ .
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .
والله أعلم.