قراءة لمدة 1 دقيقة في الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الج

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد نص أهل العلم على أن هذا الحديث مسوق لبيان أن العبرة بالخاتمة التي يختم بها العمر ، فمن كانت خاتمته خيراً فهو من أهل الجنة ، ومن كانت خاتمته شراً، فهو من أهل النار ، ثم إن كانت تلك الخاتمة مكفرة خلّد في النار ، وإن كانت معصية فقط ولم يتب منها ، فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه .
لهذا كان صالحو هذه الأمة يخافون خوفاً شديداً من سوء الخاتمة ، ويسألون الله تعالى التثبيت عند الموت ، ويقولون :
إن من أمن الخواتيم هلك ، ثم إن هذه الخواتيم ميراث السوابق ، فكم من عامل يعمل في ظاهره بما يتناقض مع ما في باطنه ، وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر ومن وراء ذلك دسيسة سوء تكون سبباً لسوء خاتمته والعياذ بالله تعالى ، وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر ، وفيه خصلة خفية حميدة يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل - فيختم له بخير .
وبالجملة ، فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير ولله الحمد ، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر فقليل .
والله أعلم .