قراءة لمدة 1 دقيقة في خطبة الجمعة الماضية قال الخطيب بعد انتهاء الخطبة في دعائه: اللهم عذب أيان حرسي على في الدنيا, الل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بالهداية لأعدائه من الكفار ، ففي الصحيحين أنه دعا لدوس فقال :
اللهم اهد دوسا .
وفي سنن الترمذي أنه دعا لثقيف فقال :
اللهم اهد ثقيفا .
ودعا لأم أبي هريرة بالهداية كما في صحيح مسلم ، وفي صحيح مسلم أنه قيل له يا رسول الله ادع على المشركين، فقال :
إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة ، وما تقدم كله كان في الغالب الأعم .
وقد شرع كذلك الدعاء على الكفرة والظلمة وذكر في حديث الصحيحين أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، وقد دعا على الكفار يوم أحد فقال :
اللهم قاتل الكفرة .
رواه البخاري في الأدب ، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، وقد دعا على قريش فقال :
اللهم اشدد وطأتك على مضر .
رواه البخاري ، وقد دعا نوح وموسى عليهما الصلاة والسلام على الكفار فقال نوح :
رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا {نوح:
26 } وقال موسى :
رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ {يونس:
88 } وقد ذكر أهل العلم أن سؤال الهداية للكفار والسعي في هدايتهم وحبها لهم أمر مشروع مرغب فيه لأن هداية الناس هي مهمة الأنبياء وأتباعهم ، وحملوا دعوة نوح عليه السلام على أنه دعا عليهم بعد اليأس من إيمانهم لما أوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، وذكروا كذلك مشروعية الدعاء على الكفار بما يضعفهم حتى يرضخوا للحق كما في حديث البخاري :
اللهم اشدد وطأتك على مضر ، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف .
وذكروا كذلك مشروعية الدعاء على مقاتلي الكفار وظلمتهم ، ولا مانع من الجمع بين ذلك فتقول اللهم اهد فلانا وارزقه إيمانا يحمله على الطاعة ويمنعه من المعصية ، وإن علمت أنه لا يهتدي فأهلكه وعذبه ، وراجع الفتاوى التالية أرقامها :
، ، .
والله أعلم .