قراءة لمدة 1 دقيقة في قوله تعالى: (عينا يشرب بها المقربون) لماذا قال: بها، ولم يقل: منها؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الباء تأتي لمعان عدة، منها التبعيض مثل:
من، وعليه، فهي هنا بمعنى من، أي يشرب منها المقربون.
وقيل:
إنَّ يشرب هنا بمعنى يروى، أو يتلذذ، أو ينتفع.
وفي الآية توجيهات أخرى، منها:
أن الفعل يشرب عدي بالباء، كما يتعدى بنفسه، وقيل إن الباء زائدة.
ففي تفسير الطبري :
ويعني بقوله:
{يشرب بها عباد الله}، يروى بها، وينتفع.
وقيل:
يشرب بها، ويشربها بمعنى واحد.
وذكر الفراء أن بعضهم أنشده:
شربن بماء البحر ثم ترفعت ..
.
متى لجج خضر لهن نئيج ..
..
..
..
اهـ.
وفي تفسير النسفي :
{يشرب بها عباد الله}، أي منها، أو الباء زائدة، أو هو محمول على المعنى، أي يلتذ بها، أو يروى بها.
وإنما قال أولا بحرف من، وثانيا بحرف الباء؛
لأن الكأس مبتدأ شربهم، وأول غايته .
اهـ.
وفي شرح الأشموني لألفية ابن مالك عند الكلام على معاني الباء:
العاشر:
التبعيض، نحو:
{عينا يشرب بها عباد الله} .
اهـ.
وفي مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام عند الكلام على معاني الباء:
الْحَادِي عشر التَّبْعِيض:
أثبت ذَلِك الْأَصْمَعِي والفارسي والقتبي وَابْن مَالك، قيل والكوفيون، وَجعلُوا مِنْهُ {عينا يشرب بهَا عباد الله}.
وَقَوله:
(شربن بِمَاء الْبَحْر ثمَّ ترفعت ..
.
مَتى لجج خضر لَهُنَّ نئيج) وَقَوله:
( ..
.
شرب النزيف بِبرد مَاء الحشرج) ..
.
اهـ.
والله أعلم.